| محمود درويش وطن في قصيدة نبذة عن الشاعر محمود درويش | |
|
+2الطائر الحزين سندريلا الشاشة 6 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
سندريلا الشاشة
ســـــــــفير يستحــق كــل الثناء والتقدير
الأبراج الصينية : المهنة : علي باب الله الهواية : الموسيقي عدد الرسائل : 4621 تاريخ التسجيل : 28/08/2007
| |
| |
سندريلا الشاشة
ســـــــــفير يستحــق كــل الثناء والتقدير
الأبراج الصينية : المهنة : علي باب الله الهواية : الموسيقي عدد الرسائل : 4621 تاريخ التسجيل : 28/08/2007
| موضوع: رد: محمود درويش وطن في قصيدة نبذة عن الشاعر محمود درويش 13.12.07 14:03 | |
| إصدارات الشاعر محمود درويش
شعر:
ديوان " عصافير بلا أجنحة " (1960)
ديوان " أوراق الزيتون " (1964)
ديوان " عاشق في فلسطين " (1966)
ديوان " آخر الليل " (1967)
ديوان " العصافير تموت في الجليل " (1969)
ديوان " حبيبتي تنهض من نومها " (1970)
ديوان " أحبك أولا أحبك " (1972)
ديوان " محاولة رقم 7 " (1974)
ديوان " تلك صورتها، وهذا انتحار العاشق " (1975)
ديوان " أعراس " (1977)
صباح الخير يا ماجد - لجنة تخليد الشهيد القائد ماجد أبو شرار (1981)
ديوان " مديح الظل العالي " (1983)
ديوان " حصار لمدائح البحر " (1984)
ديوان " هي أغنية، هي أغنية " (1986)
ديوان " ورد أقل " (1987)
ديوان " مأساة النرجس، ملهاة الفضة " (1989)
ديوان " أرى ما أريد " (1990)
ديوان " أحد عشر كوكباً " (1992)
ديوان محمود درويش - الأعمال الشعرية الكاملة (جزآن) (1994)
ديوان " لماذا تركت الحصان وحيداً " (1995)
ديوان " سرير الغريبة " (1999)
جدارية محمود درويش (2000)
حالة حصار (2002)
نثر:
شيء عن الوطن
وداعاً أيتها الحرب، وداعاً أيها السلام
يوميات الحزن العادي (1976)
ذاكرة للنسيان (1987)
في وصف حالتنا : مقالات مختارة ، 1975 _ 1985 (1987)
عابرون في كلام عابر (1991)
الرسائل ( بالاشتراك مع سميح القاسم ) (1990)
المختلف الحقيقي (1990)
======================================
عابرون في كلام عابر ---------------------------------------------
أيها المارون في الكلمات العابرة
احملوا أسمائكم وانصرفوا
وأسحبوا ساعاتكم من وقتنا ، وانصرفوا
وخذوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة
و خذوا ما شئتم من صور، كي تعرفوا
إنكم لن تعرفوا
كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء
أيها المارون بين الكلمات العابرة
منكم السيف - ومنا دمنا
منكم الفولاذ والنار- ومنا لحمنا
منكم دبابة أخري- ومنا حجر
منكم قنبلة الغاز - ومنا المطر
وعلينا ما عليكم من سماء وهواء
فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا
وادخلوا حفلة عشاء راقص ... وانصرفوا
وعلينا , نحن , أن نحرس ورد الشهداء
وعلينا , نحن , أن نحيا كما نحن نشاء
أيها المارون بين الكلمات العابرة
كالغبار المر , مروا أينما شئتم .. ولكن
لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة
فلنا في أرضنا ما نعمل
ولنا قمح نربيه ونسقيه ندى أجسادنا
:و لنا ما ليس يرضيكم هنا
حجر أو حجل
فخذوا الماضي , إذا شئتم , إلى سوق التحف
وأعيدوا الهيكل العظمي للهدهد , إن شئتم
على صحن خزف
فلنا ما ليس يرضيكم : لنا المستقبل
ولنا في أرضنا ما نعمل
أيها المارون بين الكلمات العابرة
كدّسوا أوهامكم في حفرة مهجورة , وانصرفوا
وأعيدوا عقرب الوقت إلى شرعية العجل المقدس
أو إلى توقيت موسيقى المسدس
ولنا ما ليس يرضيكم هنا , فانصرفوا
ولنا ما ليس فيكم : وطن ينزف شعبا ينزف
وطنا يصلح للنسيان أو للذاكرة
أيها المارون بين الكلمات العابرة
آن أن تنصرفوا
وتقيموا أينما شئتم ولكن لا تقيموا بيننا
آن أن تنصرفوا
ولتموتوا أينما شئتم ولكن لا تموتو بيننا
فلنا في أرضنا ما نعمل
ولنا الماضي هنا
ولنا صوت الحياة الأول
ولنا الحاضر، والحاضر ، والمستقبل
ولنا الدنيا هنا .. والآخرة
فاخرجوا من أرضنا
من برنا .. من بحرنا
من برنا ... من بحرنا
من قمحنا .. من ملحنا .. من جرحنا
من كل شيء , واخرجوا
من ذكريات الذاكرة
أيها المارون بين الكلمات العابرة!..
| |
|
| |
سندريلا الشاشة
ســـــــــفير يستحــق كــل الثناء والتقدير
الأبراج الصينية : المهنة : علي باب الله الهواية : الموسيقي عدد الرسائل : 4621 تاريخ التسجيل : 28/08/2007
| موضوع: رد: محمود درويش وطن في قصيدة نبذة عن الشاعر محمود درويش 13.12.07 14:05 | |
| قصيدة الأرض <hr style="color: rgb(255, 255, 255);" size="1"> -1-
في شهر آذار، في سنة الإنتفاضة، قالت لنا الأرضُ أسرارها الدموية. في شهر آذار مرّت أمام البنفسج والبندقيّة خمس بنات. وقفن على باب مدرسة إبتدائية، واشتعلن مع الورد والزعتر البلديّ. افتتحن نشيد التراب. دخلن العناق النهائي – آذار يأتي إلى الأرض من باطن الأرض يأتي، ومن رقصة الفتيات – البنفسج مال قليلاً ليعبر صوت البنات. العصافيرُ مدّت مناقيرها في اتّجاه النشيد وقلبي.
أنا الأرض
والأرض أنت
خديجةُ! لا تغلقي الباب
لا تدخلي في الغياب
سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل
سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل
سنطردهم من هواء الجليل.
وفي شهر آذار، مرّت أمام البنفسج والبندقيّة خمس بناتٍ. سقطن على باب مدرسةٍ إبتدائيةٍ. للطباشير فوق الأصابع لونُ العصافيرِ. في شهر آذار قالت لنا الأرض أسرارها.
-2-
أُسمّي الترابَ امتداداً لروحي
أُسمّي يديّ رصيفَ الجروح
أُسمّي الحصى أجنحة
أسمّي العصافير لوزاً وتين
وأستلّ من تينة الصدر غصناً
وأقذفهُ كالحجرْ
وأنسفُ دبّابةَ الفاتحين.
-3-
وفي شهر آذار، قبل ثلاثين عاما وخمس حروب،
وُلدتُ على كومة من حشيش القبور المضيء.
أبي كان في قبضة الإنجليز. وأمي تربّي جديلتها وامتدادي على العشب. كنت أحبّ "جراح الحبيب" و أجمعها في جيوبي، فتذبلُ عند الظهيرة، مرّ الرصاص على قمري الليلكي فلم ينكسر،
غير أنّ الزمان يمرّ على قمري الليلكي فيسقطُ سهواً...
وفي شهر آذار نمتدّ في الأرض
في شهر آذار تنتشرُ الأرض فينا
مواعيد غامضةً
واحتفالاً بسيطاً
ونكتشف البحر تحت النوافذ
والقمر الليلكي على السرو
في شهر آذار ندخلٌُ أوّل سجنٍ وندخلُ أوّل حبّ
وتنهمرُ الذكريات على قريةً في السياج
وُلدنا هناك ولم نتجاوز ظلال السفرجل
كيف تفرّين من سُبُلي يا ظلال السفرجل؟
في شهر آذار ندخلُ أوّل حبٍّ
وندخلُ أوّل سجنٍ
وتنبلجُ الذكريات عشاءً من اللغة العربية:
قال لي الحبّ يوماً: دخلت إلى الحلم وحدي فضعتُ وضاع بي الحلم. قلت تكاثرْ!
تر النهر يمشي إليك.
وفي شهر آذار تكتشف الأرض أنهارها.
-4-
بلادي البعيدة عنّي.. كقلبي!
بلادي القريبة مني.. كسجني!
لماذا أغنّي
مكاناً، ووجهي مكانْ؟
لماذا أغنّي
لطفل ينامُ على الزعفران؟
وفي طرف النوم خنجر
وأُمي تناولني صدرها
وتموتُ أمامي
بنسمةِ عنبر؟
-5-
وفي شهر آذار تستيقظ الخيل
سيّدتي الأرض!
أيّ نشيدٍ سيمشي على بطنك المتموّج، بعدي؟
وأيّ نشيدٍ يلائم هذا الندى والبخور
كأنّ الهياكل تستفسرُ الآن عن أنبياء فلسطين في بدئها المتواصل
هذا اخضرار المدى واحمرار الحجارة-
هذا نشيدي
وهذا خروجُ المسيح من الجرح والريح
أخضر مثل النبات يغطّي مساميره وقيودي
وهذا نشيدي
وهذا صعودُ الفتى العربيّ إلى الحلم والقدس.
في شهر آذار تستيقظ الخيلُ.
سيّدتي الأرض!
والقمم اللّولبية تبسطها الخيلُ سجّادةً للصلاةِ السريعةِ
بين الرماح وبين دمي.
نصف دائرةٍ ترجعُ الخيلُ قوسا
ويلمعُ وجهي ووجهك حيفا وعُرسا
وفي شهر آذار ينخفضُ البحر عن أرضنا المستطيلة مثل
حصانٍ على وترِ الجنس
في شهر آذار ينتفضُ الجنسُ في شجر الساحل العربي
وللموج أن يحبس الموج ... أن يتموّج...أن
يتزوّج .. أو يتضرّح بالقطن
أرجوك – سيّدتي الأرض – أن تسكنيني وأن تسكنين صهيلك
أرجوك أن تدفنيني مع الفتيات الصغيرات بين البنفسج والبندقية
أرجوك – سيدتي الأرض – أن تخصبي عمري المتمايل بين سؤالين: كيف؟ وأين؟
وهذا ربيعي الطليعي
وهذا ربيعي النهائيّ
في شهر آذار زوّجتُ الأرضُ أشجارها.
-6-
كأنّي أعود إلى ما مضى
كأنّي أسيرُ أمامي
وبين البلاط وبين الرضا
أعيدُ انسجامي
أنا ولد الكلمات البسيطة
وشهيدُ الخريطة
أنا زهرةُ المشمش العائلية.
فيا أيّها القابضون على طرف المستحيل
من البدء حتّى الجليل
أعيدوا إليّ يديّ
أعيدوا إليّ الهويّة!
-7-
وفي شهر آذار تأتي الظلال حريرية والغزاة بدون ظلال
وتأتي العصافير غامضةً كاعتراف البنات
وواضحة كالحقول
العصافير ظلّ الحقول على القلب والكلمات.
خديجة!
- أين حفيداتك الذاهباتُ إلى حبّهن الجديد؟
- ذهبن ليقطفن بعض الحجارة-
قالت خديجة وهي تحثّ الندى خلفهنّ.
وفي شهر آذار يمشي التراب دماً طازجاً في الظهيرة. خمس بناتٍ يخبّئن حقلاً من القمح تحت الضفيرة. يقرأن مطلع أنشودةٍ على دوالي الخليل، ويكتبن خمس رسائل:
تحيا بلادي
من الصفر حتّى الجليل
ويحلمن بالقدس بعد امتحان الربيع وطرد الغزاة.
خديجةُ! لا تغلقي الباب خلفك
لا تذهبي في السحاب
ستمطر هذا النهار
ستمطرُ هذا النهار رصاصاً
ستمطرُ هذا النهار!
وفي شهر آذار، في سنة الانتفاضة، قالت لنا الأرض أسرارها الدّمويّة: خمسُ بناتٍ على باب مدرسةٍ ابتدائية يقتحمن جنود المظلاّت. يسطعُ بيتٌ من الشعر أخضر... أخضر. خمسُ بناتٍ على باب مدرسة إبتدائيّة ينكسرن مرايامرايا
البناتُ مرايا البلاد على القلب..
في شهر آذار أحرقت الأرض أزهارها.
-8-
أنا شاهدُ المذبحة
وشهيد الخريطة
أنا ولد الكلماتُ البسيطة
رأيتُ الحصى أجنحة
رأيت الندى أسلحة
عندما أغلقوا باب قلبي عليّاً
وأقاموا الحواجز فيّا
ومنع التجوّل
صار قلبي حارةْ
وضلوعي حجارةْ
وأطلّ القرنفل
وأطلّ القرنفل
-9-
وفي شهر آذار رائحةٌ للنباتات. هذا زواجُ العناصر. "آذار أقسى الشهور" وأكثرها شبقاً. أيّ سيفٍ سيعبرُ بين شهيقي وبين زفيري ولا يتكسّرُ ! هذا عناقي الزّراعيّ في ذروة الحب. هذا انطلاقي إلى العمر.
فاشتبكي يا نباتات واشتركي في انتفاضة جسمي، وعودة حلمي إلى جسدي
سوف تنفجرُ الأرضُ حين أُحقّقُ هذا الصراخ المكبّل بالريّ والخجل القرويّ.
وفي شهر آذار نأتي إلى هوس الذكريات، وتنمو علينا النباتات صاعدةىً في اتّجاهات كلّ البدايات. هذا نموُّ التداعي. أُسمّي صعودي إلى الزنزلخت التداعي. رأيت فتاةً على شاطئ البحر قبل ثلاثين عاماً وقلتُ: أنا الموجُ، فابتعدتُ في التداعي. رأيتُ شهيدين يستمعان إلى البحر:عكّا تجئ مع الموج.
عكّا تروح مع الموج. وابتعدا في التداعي.
ومالت خديجة نحو الندى، فاحترقت. خديجة! لا تغلقي الباب!
إن الشعوب ستدخلُ هذا الكتاب وتأفل شمسُ أريحا بدونِ طقوس.
فيا وطن الأنبياء...تكامل!
ويا وطن الزراعين.. تكاملْ!
ويا وطن الشهداء.. . تكامل!
ويا وطن الضائعين .. تكامل!
فكلّ شعاب الجبال امتدادٌ لهذا النشيد.
وكلّ الأناشيد فيك امتدادٌ لزيتونة زمّلتني.
-10-
مساءٌ صغيرٌ على قريةٍ مهملة
وعيناك نائمتان
أعودُ ثلاثين عاماً
وخمس حروبٍ
وأشهدُ أنّ الزمانْ
يخبّئ لي سنبلة
يغنّي المغنّي
عن النار والغرباء
وكان المساءُ مساء
وكان المغنّي يغنّي
ويستجوبونه:
لماذا تغنّي؟
يردّ عليهم:
لأنّي أغنّي
.....
وقد فتّشوا صدرهُ
فلم يجدوا غير قلبه
وقد فتّشوا قلبه
فلم يجدوا غير شعبه
وقد فتشوا صوته
فلم يجدوا غير حزنه
وقد فتّشوا حزنه
فلم يجدوا غير سجنه
وقد فتّشوا سجنه
فلم يجدوا غيرهم في القيود
وراء التّلال
ينامُ المغنّي وحيداً
وفي شهر آذار
تصعدُ منه الظلال
-11-
أنا الأملُ والسهلُ والرحبُ – قالت لي الأرضُ والعشبُ مثل التحيّة في الفجر
هذا احتمالُ الذهاب إلى العمر خلف خديجة. لم يزرعوني لكي يحصدوني
يريد الهواء الجليليّ أن يتكلّم عنّي، فينعسُ عند خديجة
يريد الغزال الجليليّ أن يهدم اليوم سجني، فيحرسُ ظلّ خديجة وهي تميل على نارها.
يا خديجةُ! إنّي رأيتُ .. وصدّقتُ رؤياي تأخذني في مداها وتأخذني في هواها. أنا العاشق الأبديّ، السجين البديهيّ. يقتبس البرتقالُ اخضراري ويصبحُ هاجسَ يافا
أنا الأرضُ منذ عرفت خديجة
لم يعرفوني لكي يقتلوني
بوسع النبات الجليليّ أن يترعرع بين أصابع كفّي ويرسم هذا المكان الموزّع بين اجتهادي وحبّ خديجة
هذا احتمال الذهاب الجديد إلى العمر من شهر آذار حتّى رحيل الهواء عن الأرض
هذا الترابُ ترابي
وهذا السحابُ سحابي
وهذا جبين خديجة
أنا العاشقُ الأبديّ – السجينُ البديهيّ
رائحة الأرض توقظني في الصباح المبكّر..
قيدي الحديديّ يوقظها في المساء المبكّر
هذا احتمال الذهابُ الجديد إلى العمر،
لا يسأل الذاهبون إلى العمر عن عمرهم
يسألون عن الأرض: هل نهضت
طفلتي الأرض!
هل عرفوك لكي يذبحوك؟
وهل قيّدوك بأحلامنا فانحدرت إلى جرحنا في الشتاء؟
وهل عرفوك لكي يذبحوك
وهل قيّدوك بأحلامهم فارتفعت إلى حلمنا في الربيع؟
أنا الأرض..
يا أيّها الذاهبون إلى حبّة القمح في مهدها
احرثوا جسدي!
أيّها الذاهبون إلى صخرة القدس
مرّوا على جسدي
أيّها العابرون على جسدي
لن تمرّوا
أنا الأرضُ في جسدٍ
لن تمرّوا
أنا الأرض في صحوها
لن تمرّوا
أنا الأرض. يا أيّها العابرون على الأرض في صحوها
لن تمرّوا
لن تمرّوا
لن تمرّوا! | |
|
| |
سندريلا الشاشة
ســـــــــفير يستحــق كــل الثناء والتقدير
الأبراج الصينية : المهنة : علي باب الله الهواية : الموسيقي عدد الرسائل : 4621 تاريخ التسجيل : 28/08/2007
| موضوع: رد: محمود درويش وطن في قصيدة نبذة عن الشاعر محمود درويش 13.12.07 14:06 | |
| رسـالة مـن المـنفـى ------------------------------------------------
تحيةً.. وقبلةً
وليسَ عندي ما أقولُ بعدْ
من أينَ أبتدي؟ وأينَ أنتهي؟..
ودورةُ الزمانِ دونَ حدّ
وكلُّ ما في غربتي
زوّادةٌ، فيها رغيفٌ يابسٌ، ووَجدْ
ودفترٌ يحملُ عنّي بعضَ ما حملتْ
بصقتُ في صفحاتهِ ما ضاقَ بي من حقدْ
من أينَ أبتدي؟
وكلُّ ما قيلَ وما يقالْ بعدَ غدْ
لا ينتهي بضمّةٍ.. أو لمسةٍ من يدْ
لا يُرجعُ الغريبَ للديار
لا يُنزلُ الأمطار
لا يُنبتُ الريشَ على
جناحِ طيرٍ ضائعٍ.. منهدّ
من أينَ أبتدي؟
تحيةً.. وقبلةً.. وبعدْ..
-2-
أقولُ للمذياع.. قلْ لها أنا بخيرْ
أقولُ للعصفورِ
إن صادفتَها يا طيرْ
لا تنسني، وقلْ بخيرْ
أنا بخيرْ
أنا بخيرْ
ما زال في عينيَّ بصرْ!
ما زالَ في السّما قمرْ!
وثوبي العتيق، حتى الآنَ، ما اندثرْ
تمزقت أطرافهُ
لكنني رتقتهُ.. ولم يزلْ بخيرْ
وصرتُ شاباً جاوزَ العشرين
تصوريني.. صرتُ في العشرينْ
وصرتُ كالشبابِ يا أمّاه
أواجهُ الحياه
وأحملُ العبءَ كما الرجالُ يحملونْ
وأشتغل
في مطعمٍ.. وأغسلُ الصحون.
وأصنعُ القهوةَ للزبونْ
وألصقُ البسماتِ فوق وجهيَ الحزينْ
ليفرحَ الزبونْ
-3-
أنا بخيرْ
قد صرتُ في العشرينْ
وصرتُ كالشباب يا أمّاه
أدخّنُ التبغَ، وأتّكي على الجدارْ
أقولُ للحلوةِ: آه
كما يقولُ الآخرونْ
« يا إخوتي، ما أطيبَ البنات،
تصوروا كم مُرَّةٌ هيَ الحياة
بدونهنَّ.. مُرّة هي الحياة »
وقالَ صاحبي: « هل عندكم رغيف؟
يا إخوتي؛ ما قيمةُ الإنسانْ
إن نامَ كلَّ ليلةٍ.. جوعانْ؟ »
أنا بخيرْ
أنا بخيرْ
عندي رغيفٌ أسمر
وسلّةٌ صغيرةٌ من الخضار
-4-
سمعتُ في المذياعْ
تحيةَ المشرّدينَ.. للمشرّدينْ
قالَ الجميعُ: كلّنا بخيرْ
لا أحدٌ حزينْ ؛
فكيفَ حالُ والدي؟
ألمْ يزَلْ كعهدهِ، يحبُّ ذكرَ الله
والأبناءَ.. والترابَ.. والزيتون؟
وكيفَ حالُ إخوتي
هل أصبحوا موظفين؟
سمعتُ يوماً والدي يقولْ:
سيصبحونَ كلهم معلمين…
سمعتهُ يقول:
(أجوعُ حتى أشتري لهم كتاب)
لا أحد في قريتي يفكُّ حرفاً في خطاب
وكيفَ حالُ أختنا
هل كبرتْ.. وجاءها خُطّاب؟
وكيفَ حالُ جدّتي
ألم تزلْ كعهدها تقعدُ عندَ البابْ؟
تدعو لنا…
بالخيرِ.. والشبابِ.. والثوابْ!
وكيفَ حالُ بيتنا
والعتبةِ الملساء.. والوجاقِ.. والأبوابْ؟
سمعتُ في المذياعْ
رسائل المشرّدينَ.. للمشردينْ
جميعهم بخيرْ!
لكنني حزينْ..
تكادُ أن تأكلَني الظنونْ
لم يحملِ المذياعُ عنكم خبراً..
ولو حزينْ
ولو حزينْ
-5-
الليلُ – يا أمّاهُ – ذئبٌ جائعٌ سفّاحْ
يطاردُ الغريبَ أينما مضى..
ويفتحُ الآفاقَ للأشباحْ
وغابةُ الصفصافِ لم تزلْ تعانقُ الرياحْ
ماذا جنينا نحنُ يا أماهْ؟
حتّى نموتَ مرّتين
فمرّةً نموتُ في الحياة
ومرةً نموتُ عندَ الموتْ!
هل تعلمينَ ما الذي يملأني بكاء؟
هَبي مرضتُ ليلةً.. وهدَّ جسمي الداء!
هل يذكرُ المساءْ
مهاجراً أتى هنا.. ولم يعدْ إلى الوطن؟
هل يذكر المساءْ
مهاجراً ماتَ بلا كفنْ؟
يا غابةَ الصفصاف! هل ستذكرين
أن الذي رَموْه تحتَ ظلّكِ الحزينْ
-كأيِّ شيءٍ ميّتٍ – إنسانْ؟
هل تذكرينَ أنني إنسانْ
وتفظينَ جثتي من سطوةِ الغربانْ؟
أمّاهُ يا أماه.
لمن كتبتُ هذهِ الأوراق
أيُّ بريدٍ ذاهبٍ يحملها؟
سُدَّت طريقُ البرِّ والبحارِ والآفاقْ..
وأنتِ يا أمّاه
ووالدي، وإخوتي، والأهلُ، والرفاقْ..
لعلّكم أحياءْ
لعلّكم أمواتْ
لعلّكم مثلي بلا عنوانْ
ما قيمةُ الإنسان
بلا وطن
بلا علَمْ
ودونما عنوانْ
ما قيمةُ الإنسانْ؟ | |
|
| |
سندريلا الشاشة
ســـــــــفير يستحــق كــل الثناء والتقدير
الأبراج الصينية : المهنة : علي باب الله الهواية : الموسيقي عدد الرسائل : 4621 تاريخ التسجيل : 28/08/2007
| موضوع: رد: محمود درويش وطن في قصيدة نبذة عن الشاعر محمود درويش 13.12.07 14:08 | |
| عندما يذهب الشهداء الى النوم أصحو
<hr style="color: rgb(255, 255, 255);" size="1"> تصبحون على وطن .....
من ديوان ورد أقل
محمود درويش
عندما يذهب الشهداء الى النوم أصحو
وأحرسهم من هواة الرِّثاء
أقول لهم :
تُصبحون على وطن،
من سحابٍ ومن شجرٍ، من سراب وماء
أهنئُهُم بالسلامةِ من حادثِ المُستحيل ومن قيمة المذبح الفائضة وأسرقُ وقتَا لكي يسرقوني من الوقتِ.
هل كُلُنا شهداء؟
وأهمس :
يا أصدقائي اتركوا حائطاَ واحداً، لحبال الغسيل، اتركوا ليلةًَ للغناء
اُعلِّق أسماءكم أين شئتم فناموا قليلاً، وناموا على سلم الكرمة الحامضة
لأحرس أحلامكم من خناجر حُراسكم وانقلاب الكتاب على الأنبياء
وكونوا نشيد الذي لا نشيد له
عندما تذهبون إلى النوم هذا المساء أقول لكم : تصبحون على وطنٍ
حمّلوه على فرس راكضه
وأهمس :
يا أصدقائي لن تصبحوا مثلنا ...
حبل مشنقةٍ غامضه ! | |
|
| |
سندريلا الشاشة
ســـــــــفير يستحــق كــل الثناء والتقدير
الأبراج الصينية : المهنة : علي باب الله الهواية : الموسيقي عدد الرسائل : 4621 تاريخ التسجيل : 28/08/2007
| موضوع: رد: محمود درويش وطن في قصيدة نبذة عن الشاعر محمود درويش 13.12.07 14:09 | |
| في الثانية عشرة تعرضت للاضطهاد لأنهم رأوا فيك الشاعر، وفي السادسة عشرة دخلت السجن، وهناك فقط أدركت أن أمك تحبك لأنها جاءت لزيارتك في السجن، وقد كتبت تلك القصيدة الشهيرة "أحن الى خبز أمي" والتي أصبحت ترنيمة عاطفية وشعرية في العالم العربي بأسره. هل تحدثنا عن هذه القصيدة؟
المشكلة أن الأطفال لا يفهمون أهلهم، والطفولة تطرح أسئلة بريئة ولا تستطيع أن تضع نفسها في الوضع النفسي والاقتصادي للأهل. وعندما انتقلت أسرتي من وضعها الاقتصادي المعقول، -لأننا كنا أسرة فلاحية تنتج خبزها وتحرث حقلها وتربي خيولها- الى وضع الأسرة اللاجئة التي تعيش حياة اجتماعية في منتهى القسوة (كنا ننام خمسة أشخاص في غرفة واحدة)، عندها شعرنا بالحرمان وحملنا أهلنا مسؤولية هذا الحرمان. وبالطبع، هذا الوضع المعاشي الصعب جعل الأهل أقسى مما كانوا عليه في السابق، وبالتالي كان انطباعي عن قسوة أمي انطباعا خاطئا، لأنها كانت تضطر الى السير مسافات طويلة لكي تحمل لنا الماء، الأمر الذي لم يكن يسمح لها بالتعبير عن عواطفها تجاهنا، وهذا ما أدركته فيما بعد. وانني أعتذر الآن عن هذا الشعور المبكر، وقد عبرت لها كثيرا ومرارا عن اعتذاري، وأهديتها الكثير من القصائد. وعندما كنت في السجن زارتني وهي تحمل الفواكه والقهوة، ولا أنسى حزنها عندما صادر السجان ابريق القهوة وسكبه على الأرض، ولا أنسى دموعها، لذلك كتبت لها اعترافا شخصيا في زنزانتي، على علبة سجائر، أقول فيه: أحن الى خبز أمي وقهوة أمي ولمسة أمي.. وتكبر في الطفولة يوما على صدر يوم وأعشق عمري لأني اذا مت، أخجل من دمع أمي.
وكنت أظن أن هذا اعتذار شخصي من طفل الى أمه، ولم أعرف أن هذا الكلام سيتحول الى أغنية يغنيها ملايين الأطفال العرب. هذا يعني أن الشعر يأتي من احساس شخصي وأشياء حميمة، وليس من الأسئلة الكبرى لأن هذه تنبثق من أسئلة صغرى، ولأنه تبين أن هذا الطفل ليس في أنا فقط بل انه في الكثير من الأطفال، وأن أمي ليست أما شخصية بل عامة.
......... محمود درويش
إلى أمي ________________________________________________
أحنُّ إلى خبزِ أمّي وقهوةِ أمّي ولمسةِ أمّي وتكبرُ فيَّ الطفولةُ يوماً على صدرِ يومِ وأعشقُ عمري لأنّي إذا متُّ أخجلُ من دمعِ أمّي * * * خذيني، إذا عدتُ يوماً وشاحاً لهُدبكْ وغطّي عظامي بعشبٍ تعمّد من طُهرِ كعبكْ وشدّي وثاقي.. بخصلةِ شَعر.. بخيطٍ يلوّحُ في ذيلِ ثوبكْ عساني أصيرُ إلهاً إلهاً أصير.. إذا ما لمستُ قرارةَ قلبكْ! * * * ضعيني، إذا ما رجعتُ وقوداً بتنّورِ ناركْ وحبلِ الغسيلِ على سطحِ دارِكْ لأني فقدتُ الوقوفَ بدونِ صلاةِ نهارِكْ
هرِمتُ، فرُدّي نجومَ الطفولة حتّى أُشارِكْ صغارَ العصافيرِ دربَ الرجوع.. لعشِّ انتظاركْ.. | |
|
| |
سندريلا الشاشة
ســـــــــفير يستحــق كــل الثناء والتقدير
الأبراج الصينية : المهنة : علي باب الله الهواية : الموسيقي عدد الرسائل : 4621 تاريخ التسجيل : 28/08/2007
| موضوع: رد: محمود درويش وطن في قصيدة نبذة عن الشاعر محمود درويش 13.12.07 14:10 | |
| الـجسـر ________________________________________________
مشياً على الأقدامِ،
أو زحفاً على الأيدي نعودُ
قالوا..
وكانَ الصخرُ يضمرُ
والمساءُ يداً تقودُ..
لم يعرفوا أنَّ الطريقَ إلى الطريقِ
دمٌ، ومصيدةٌ، وبيدُ
كلُّ القوافلِ قبلهم غاصتْ،
وكانَ النهرُ يبصقُ ضفتيهِ
قطعاً من اللحمِ المفتتِ،
في وجوهِ العائدين
كانوا ثلاثةً عائدين:
شيخٌ، وابنتهُ، وجنديٌّ قديم
يقفونَ عند الجسرِ..
(كان الجسرُ نعساناً، وكانَ الليلُ قبعةًَ.
وبعدَ دقائقَ يصلون. هل في البيتِ ماء؟
وتحسّسَ المفتاحَ ثم تلا من القرآنِ آية...)
قالَ الشيخُ منتعشاً: وكم من منزلٍ في الأرضِ يألفهُ الفتى
قالتْ: ولكنَّ المنازلَ يا أبي أطلالُ !
فأجابَ: تبنيها يدانِ..
ولم يتمَّ حديثهُ، إذ صاحَ صوتٌ في الطريق: تعالوا !
وتلتهُ صقطقةُ البنادق..
لن يمرَّ العائدون
حرسُ الحدودِ مرابطٌ
يحمي الحدودَ من الحنين
(أمرٌ بإطلاقِ الرصاص على الذي يجتاز هذا الجسر
هذا الجسرُ مقصلةُ الذي رفضَ التسوّلَ تحتَ ظلِّ وكالةِ الغوثِ الجديدهْ.
والموتَ بالمجّانِ تحتَ الذلِّ والأمطار، من يرفضه يُقتلُ عندَ هذا الجسرْ.
هذا الجسرْ مقصلةُ الذي ما زالَ يحلُمُ بالوطن).
الطلقةُ الأولى أزاحتْ عن جبينِ الليلِ
قبعةَ الظلام
والطلقةُ الأخرى..
أصابتْ قلبَ جنديٍّ قديم
والشيخُ يأخذُ كفَّ ابنتهِ ويتلو
همساً من القرآنِ سورهْ
وبلهجةٍ كالحلمِ قال:
- عينا حبيبتيَ الصغيرهْ
ليَ، يا جنود، ووجهها القمحيُّ لي
لا تقتلوها، واقتلوني
(كانت مياهُ النهرِ أغزر..
فالذينَ رفضوا هناكَ الموتَ بالمجّان أعطوا النهرَ لوناً آخراً.
والجسرُ، حينَ يصيرُ تمثالاً، سيُصبغُ – دونَ ريبٍ-
بالظهيرةِ والدماءِ وخضرةِ الموتِ المفاجئ).
... وبرغمِ أنَّ القتلَ كانَ كالتدخين..
لكنَّ الجنودَ "الطيّبين"،
الطالعينَ على فهارسِ دفترٍ..
قذفتهُ أمعاءُ السنين،
لم يقتلوا الاثنين..
كانَ الشيخُ يسقطُ في مياهِ النهرِ
والبنتُ التي صارتْ يتيمهْ
كانتْ ممزّقةَ الثياب،
وطارَ عطرُ الياسمين
على صدرها العاري الذي
ملأتهُ رائحةُ الجريمهْ
والصمتُ خيّمَ مرّةً أخرى،
وعادَ النهرُ يبصقُ ضفتيهِ
قطعاً من اللحمِ المفتت
.. في وجوهِ العائدين
لم يعرفوا أنَّ الطريقَ إلى الطريقِ
دمٌ ومصيدةٌ. ولم يعرفْ أحد
شيئاً عن النهرِ الذي
يمتصُّ لحمَ النازحين
(والجسرُ يكبرُ كلَّ يومٍ كالطريقْ،
وهجرةُ الدمِ في مياهِ النهرِ تنحتُ من حصى الوادي
تماثيلاً لها لونُ النجوم، ولسعةُ الذكرى،
وطعمُ الحبِّ حينَ يصيرُ أكثرَ من عبادة). | |
|
| |
سندريلا الشاشة
ســـــــــفير يستحــق كــل الثناء والتقدير
الأبراج الصينية : المهنة : علي باب الله الهواية : الموسيقي عدد الرسائل : 4621 تاريخ التسجيل : 28/08/2007
| موضوع: رد: محمود درويش وطن في قصيدة نبذة عن الشاعر محمود درويش 13.12.07 14:12 | |
| موسيقى عربية
________________________________________________
( ليتَ الفتى حَجَرٌ )
يا ليتني حَجَرُ...
أكُلَّما شَرَدَتْ عينانِ
شرَّدَني
هذا السحابُ سحابًا
كُلَّما خَمَشَتْ عصفورةٌ أُفقًا
فَتَّشْتُ عن وَثَنِ?
أكُلَّما لَمَعَتْ جيتارَةٌ
خَضَعتْ
روحي لمصرعها في رَغْوَةِ السُّفُنِ
أكُلَّما وَجَدَتْ أُنثى أُنوثتها
أضاءني البرقُ من خصري
وأحرقني!
أكُلَّما ذَبُلَتْ خُبّيزَةٌ
وبكى طيرٌ على فننِ
أصابني مَرَضٌ
أو صِحْتُ: يا وطني!
أكُلَّما نَوَّرَ اللوزُ اشتعلتُ بِهِ
وكلما احترقا
كنتُ الدخانَ ومنديلاً
تمزقني
ريحُ الشمال، ويمحو وجهيَ المَطَرُ؟
ليت الفتى حَجَرٌ
يا ليتني حَجَرُ... | |
|
| |
سندريلا الشاشة
ســـــــــفير يستحــق كــل الثناء والتقدير
الأبراج الصينية : المهنة : علي باب الله الهواية : الموسيقي عدد الرسائل : 4621 تاريخ التسجيل : 28/08/2007
| موضوع: رد: محمود درويش وطن في قصيدة نبذة عن الشاعر محمود درويش 13.12.07 14:15 | |
| العصافير تموت في الجليل
_________________________________________________
- نلتقي بعد قليلْ
بعد عامٍ
بعد عامين
وجيلْ...
ورَمَتْ في آلة التصوير
عشرين حديقةْ
وعصافيرَ الجليل.
ومضتْ تبحث، خلف البحر،
عن معنى جديد للحقيقة.
- وطني حبل غسيل
لمناديل الدم المسفوك
في كل دقيقةْ
وتمددتُ على الشاطئ
رملاً... ونخيلْ.
هِيَ لا تعرف-
يا ريتا! وهبناكِ أنا والموتُ
سِر الفرح الذابل في باب الجماركْ
وتجدَّدنا، أنا والموت،
في جبهتك الأولى
وفي شبّاك دارك.
وأنا والموت وجهان-
لماذا تهربين الآنَّ من وجهي
لماذا تهربين؟
ولماذا تهربين الآن ممّا
يجعل القمح رموشَ الأرض، ممّا
يجعل البركان وجهاً آخراً للياسمين؟...
ولماذا تهربينْ ؟...
كان لا يتعبني في الليل إلا صمتها
حين يمتدُّ أمام الباب
كالشارع... كالحيِّ القديمْ
ليكن ما شئت - يا ريتا –
يكون الصمتُ فأساً
أو براويز نجوم
أو مناخاً لمخاض الشجرةْ.
إنني أرتشف القُبلَة
من حدِّ السكاكين،
تعالي ننتمي للمجزرةْ !...
سقطت كالوَرَق الزائد
أسرابُ العصافير
بآبار الزمنْ...
وأنا أنتشل الأجنحة الزرقاء
يا ريتا،
أنا شاهدةُ القبر الذي يكبرُ
يا ريتا،
أنا مَنْ تحفر الأغلالُ
في جلديَ
شكلاً للوطنْ... | |
|
| |
سندريلا الشاشة
ســـــــــفير يستحــق كــل الثناء والتقدير
الأبراج الصينية : المهنة : علي باب الله الهواية : الموسيقي عدد الرسائل : 4621 تاريخ التسجيل : 28/08/2007
| موضوع: رد: محمود درويش وطن في قصيدة نبذة عن الشاعر محمود درويش 13.12.07 14:16 | |
| نشيــــــد
__________________________________________________
-1-
لأجمل ضفة أمشي
فلا تحزن على قدمي
من الأشواك
إن خطايّ مثل الشمس
لا تقوى بدون دمي!
لأجمل ضفة أمشي
فلا تحزن على قلبي
من القرصان...
إن فؤاديَ المعجون كالأرضِ
نسيم في يد الحبِّ
وبارود على البغضِ!
لأجمل ضفة أمشي
فإما يهترىء نعلي
أضع رمشي
نعم... رمشي!
ولا أقفُ
ولا أهفو إلى نوم وأرتجف
لأن سرير من ناموا
بمنتصف الطريق...
كخشبة النعشِ!
تعالوا يا رفاق القيد والأحزان
كي نمشي
لأجمل ضفة نمشي
فلن نقهرْ
ولن نخسر
سوى النعشِ!
-2-
إلى الأعلى
حناجرُنا
إلى الأعلى
محاجرنا
إلى الأعلى
أمانينا
إلى الأعلى
أغانينا
سنصنع من مشانقنا
ومن صلبان حاضرنا وماضينا
سلالم للغد الموعود
ثم نصيح: يا رضوان!
إفتح بابك الموصود!
سنطلقُ من حناجرنا
ومن شكوى مراثينا
قصائد، كالنبيذ الحلو
تكرع في ملاهينا
وتنشد في الشوارع
في المصانع
في المحاجر
في المزارع
في نوادينا!
سننصب من محاجرنا
مراصد، تكشف الأبعد والأعمق والأروعْ
فلا نقشعْ
سوى الفجرِ
ولا نسمع
سوى النصرِ
فكل تمرد في الأرضْ
يزلزلنا
وكل جميلة في الأرض
تقبِّلُنا
وكل حديقة في الأرض
نأكل حبة منها
وكل قصيدة في الأرض
إذا رقصت نخاصرها
وكل يتيمة في الأرض
إذا نادت نناصرها
سنخرج من معسكرنا
ومنفانا
سنخرج من مخابينا
ويشتمنا أعادينا:
"هلا... همج همُ... عرب"
نعم! عربُ
ولا نخجلْ
ونعرف كيف نمسك قبضة المنجل
وكيف يقاوم الأعزل
ونعرف كيف نبني المصنع العصريَّ
والمنزل...
ومستشفى
ومدرسة
وقنبلة
وصاروخاً
وموسيقى
ونكتب أجمل الأشعار...
صوت:
وماذا بعد؟
سمعنا صوتك المدهون بالفسفور
سمعناه... سمعناهُ
فكيف ستجعل الكلماتُ
أكواخ الدجى... بلَّور
ودربك كله ديجور
وشعبك...
دمعة تبكي زمان النور
وأرضك...
نقش سجاده
على الطرقات مرميَّه
وأنت... بدون زوّاده
وماذا بعد؟ ماذا بعد؟
جميلٌ صوتك المحمول بالريح الشماليَّة
ولكنا سئمناهُ
صوت:
ذليلٌ أنت كالإسفلتْ
ذليل أنت
يا من يحتمي بستارة الضجرِ
غبيٌّ أنت... كالقمرِ
ومصلوب على حجرِ
فدعني أكمل الإنشاد
دعني أحمل الريح الشماليَّة
ودعني أحبس الأعصار في كمي
ودعني أخزن الديناميت في دمي
ذليل أنت كالإسفلتْ
وكالقمرِ...
غبيٌّ أنت!
نشيد بنات طروادة
وداعاً يا ليالي الطهر
يا أسوار طروادة
خرجنا من مخا بينا
إلى أعراس غازينا
لنرقص فوق موت رجال طروادة
سبايا نحن، نعطيهم بكارتنا
وما شاؤوا
لأنهم أشداءُ
ونرقد في مضاجع قاتلي أبطال طروادة
وداعاً يا ليالي الطهر والأحلام
يا ذكرى أحبتنا
سبايا نحن منذ اليوم
من آثار طروادة!
تعليق على النشيد
بلى. أصغيتُ للنغمِ
فلا تُخضع لجناز الردى
قيثارك المشدود...
من قاع المحيط لجبهة القممِ!
لئلا تجهض الأزهار والكبريت
فوق فمِ
سيزهر مرة طلعاً وقنديلاً
وشعراً يصهر الفولاذ...
يرصف شارع النغمِ
لئلاّ تحقن الأجساد
أفيوناً من الألمِ
نعم. أصغيتُ للنغمِ
ولكني، تحرَّيت السنا في الدمع
لا ديمومة الظلمِ
لنحرق ريشة الماضي
ونعزف لحننا الرائد!
فمن عزمي
ومن عزمك
ومن لحمي
ومن لحمك
نعبِّد شارع المستقبل الصاعد
صوت:
وماذا بعد؟ ماذا بعدْ!
وشعبك...
دمعة ترثي زمان المجد
ولحن القيد
يجنِّزنا
ويحفر للذين يقاومون اللحد!
مع المسيح
- ألو...
- أُريد يسوع
- نعم! من أنتَ!
- أنا أحكي من "إسرائيل"
وفي قدمي مسامير... وإكليل
من الأشواك أحمله
فأي سبيل
أختار يا بن اللَّه... أي سبيل؟
أأكفر بالخلاص الحلو
أم أمشي؟
ولو أمشي وأحتضرُ؟
- أقول لكم: أماماً أيها البشرُ
مع محمد
- ألو...
- أريد محمد العربِ
- نعم! من أنت؟
- سجين في بلادي
بلا أرض
بلا علم
بلا بيتِ
رموا أهلي إلى المنفى
وجاؤوا يشترون النار من صوتي
لأخرج من ظلام السجن...
ما أفعلْ؟
- تحدَّ السجن والسجّان
فإن حلاوة الإيمان
تذيب مرارة الحنظلْ!
مع حبقوق
- ألو... هالو!
- أ موجود هنا حبقوق؟
- نعم من أنت؟
أنا يا سيدي عربي
وكانت لي يدٌ تزرع
تراباً سمَّدته يداً وعين أبي
وكانت لي خطى وعباءة...
وعمامة ودفوف
وكانت لي...
- كفى يا ابني!
على قلبي حكايتكم
على قلبي سكاكينُ
بقية النشيد
دعوني أُكمل الإنشاد
فإن هدية الأجداد للأحفاد:
"زرعنا... فاحصدوا!"
والصوت يأتينا سماداً
يغرق الصحراء بالمطرِ
ويُخصب عاقر الشجرِ!
دعوني أُكمل الإنشاد | |
|
| |
سندريلا الشاشة
ســـــــــفير يستحــق كــل الثناء والتقدير
الأبراج الصينية : المهنة : علي باب الله الهواية : الموسيقي عدد الرسائل : 4621 تاريخ التسجيل : 28/08/2007
| موضوع: رد: محمود درويش وطن في قصيدة نبذة عن الشاعر محمود درويش 13.12.07 14:16 | |
| ريتا والبندقية
__________________________________________________
بين ريتا وعيوني...بندقية
والذي يعرف ريتا، ينحني
ويصلي
لإله في العيون العسلية!
...وأنا قبَّلت ريتا
عندما كانت صغيرة
وأنا أذكر كيف التصقت
بي، وغطت ساعدي أحلى ضفيرة
وأنا أذكر ريتا
مثلما يذكر عصفورٌ غديره
آه... ريتا
بينما مليون عصفور وصورة
ومواعيد كثيرة
أطلقت ناراً عليها...بندقية
اسم ريتا كان عيداً في فمي
جسم ريتا كان عرساً في دمي
وأنا ضعت بريتا...سنتين
وهي نامت فوق زندي سنتين
وتعاهدنا على أجمل كأس، واحترقنا
في نبيذ الشفتين
وولدنا مرتين!
آه... ريتا
أي شيء ردَّ عن عينيك عينيَّ
سوى إغفاء تين
وغيوم عسلية
قبل هذي البندقية!
كان يا ما كان
يا صمت العشيَّة
قمري هاجر في الصبح بعيداً
في العيون العسلية
والمدينة
كنست كل المغنين، وريتا
بين ريتا وعيوني... بندقية. | |
|
| |
سندريلا الشاشة
ســـــــــفير يستحــق كــل الثناء والتقدير
الأبراج الصينية : المهنة : علي باب الله الهواية : الموسيقي عدد الرسائل : 4621 تاريخ التسجيل : 28/08/2007
| موضوع: رد: محمود درويش وطن في قصيدة نبذة عن الشاعر محمود درويش 13.12.07 14:18 | |
| بـطـاقـة هـويـة __________________________________________________
!سجِّل أنا عربي ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ وأطفالي ثمانيةٌ
وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيفْ! فهلْ تغضبْ؟ *** !سجِّلْ أنا عربي
وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجرْ وأطفالي ثمانيةٌ أسلُّ لهمْ رغيفَ الخبزِ، والأثوابَ والدفترْ من الصخرِ ولا أتوسَّلُ الصدقاتِ من بابِكْ
ولا أصغرْ أمامَ بلاطِ أعتابكْ فهل تغضب؟ *** !سجل أنا عربي
أنا إسمٌ بلا لقبِ صبورٌ في بلادٍ كلُّ ما فيها يعيشُ بفورةِ الغضبِ
جذوري... قبلَ ميلادِ الزمانِ رستْ وقبلَ تفتّحِ الحقبِ وقبلَ السّروِ والزيتونِ .. وقبلَ ترعرعِ العشبِ أبي.. من أسرةِ المحراثِ لا من سادةٍ نجبِ وجدّي كانَ فلاحاً بلا حسبٍ.. ولا نسبِ! يعلّمني شموخَ الشمسِ قبلَ قراءةِ الكتبِ وبيتي كوخُ ناطورٍ منَ الأعوادِ والقصبِ فهل ترضيكَ منزلتي؟ أنا إسمٌ بلا لقبِ! *** !سجل أنا عربي ولونُ الشعرِ.. فحميٌّ ولونُ العينِ.. بنيٌّ وميزاتي: على رأسي عقالٌ فوقَ كوفيّه وكفّي صلبةٌ كالصخرِ تخمشُ من يلامسَها وعنواني: أنا من قريةٍ عزلاءَ منسيّهْ شوارعُها بلا أسماء وكلُّ رجالها في الحقلِ والمحجرْ
فهل تغضبْ؟ *** !سجِّل أنا عربي سلبتَ كرومَ أجدادي وأرضاً كنتُ أفلحُها أنا وجميعُ أولادي ولم تتركْ لنا.. ولكلِّ أحفادي سوى هذي الصخورِ.. فهل ستأخذُها حكومتكمْ.. كما قيلا؟!! إذن! سجِّل.. برأسِ الصفحةِ الأولى أنا لا أكرهُ الناسَ ولا أسطو على أحدٍ ولكنّي.. إذا ما جعتُ آكلُ لحمَ مغتصبي حذارِ.. حذارِ.. من جوعي ومن غضبي!! | |
|
| |
سندريلا الشاشة
ســـــــــفير يستحــق كــل الثناء والتقدير
الأبراج الصينية : المهنة : علي باب الله الهواية : الموسيقي عدد الرسائل : 4621 تاريخ التسجيل : 28/08/2007
| موضوع: رد: محمود درويش وطن في قصيدة نبذة عن الشاعر محمود درويش 13.12.07 14:18 | |
| وعــاد فـي كـفـن
__________________________________________________
يحكونَ في بلادنا
يحكونَ في شَجَنْ
عن صاحبي الذي مضى
وعادَ في كفنْ
كانَ اسمهُ...
لا تذكروا اسمَه !
خلّوهُ في قلوبنا...
لا تدعوا الكلمه
تضيعُ في الهواءِ كالرماد..
خلّوهُ جرحاً راعفاً.. لا يعرفُ الضمادْ
طريقهُ إليهِ
أخافُ يا أحبتي.. أخافُ يا أيتامْ..
أخافُ أن ننساه في زحمةِ الأسماءْ
أخافُ أن يذوبَ في زوابعِ الشتاء !
أخافُ أن تنامَ في قلوبنا
جراحنا..
أخافُ أن تنامْ
2
العمرُ.. عمرُ برعمٍ لا يذكرُ المطرْ..
لم يبكِ تحتَ شرفةِ القمر
لم يوقفِ الساعاتِ بالسهر
وما تداعتْ عندَ حائطٍ يداه..
ولم تسافرْ خلفَ خيطِ شهوةٍ.. عيناه !
ولم يقبِّلْ حلوةً..
لم يعرفِ الغزلْ
غيرَ أغاني مطربٍ ضيّعهُ الأملْ
ولم يقلْ لحلوةٍ: الله !
إلا مرّتين !
لم تلتفت إليه.. ما أعطتهُ إلا طرفَ عين
كانَ الفتى صغيراً..
فغابَ عن طريقها
ولم يفكّر بالهوى كثيراً..!
3
يحكونَ في بلادنا
يحكونَ في شجنْ
عن صاحبي الذي مضى
وعادَ في كفنْ
ما قالَ حينَ زغردتْ خُطاهُ خلفَ الباب
لأمّه: الوداع !
ما قالَ للأحبابِ.. للأصحاب:
موعدُنا غداً !
ولم يضعْ رسالةً.. كعادةِ المسافرين
تقولُ إني عائدٌ وتسكتُ الظنون
ولم يخطَّ كلمةً..
تضيءُ ليلَ أمه التي..
تخاطبُ السماءَ والأشياء،
تقولُ: يا وسادةَ السرير !
يا حقيبةَ الثياب !
يا ليلُ ! يا نجومُ ! يا إلهُ ! يا سحاب!
أما رأيتم شارداً.. عيناهُ نجمتان؟
يداهُ سلّتانِ من ريحان
وصدرهُ وسادةُ النجومِ والقمرْ
وشعرهُ أرجوحةٌ للرّيحِ والزهرْ!
أما رأيتم شارداً
مسافراً لا يحسنُ السفر؟!
راحَ بلا زوّادةٍ.. من يطعمُ الفتى
إن جاعَ في طريقهِ
من يرحمُ الغريب؟
قلبي عليهِ في غوائلِ الدروبْ
قلبي عليكَ يا فتى.. يا ولداه!
قولوا لها، يا ليلُ! يا نجومُ!
يا دروبُ! يا سحاب!
قولوا لها: لن تحملي الجواب
فالجرحُ فوقَ الدمعِ.. فوقَ الحزنِ والعذاب
لن تحملي.. لن تصبري كثيراً
لأنه..
لأنه ماتَ، ولم يزلْ صغيراً !
4
يا أمَّهُ !
لا تقلعي الدموعَ من جذورها !
للدمعِ يا والدتي جذور،
تخاطبُ المساءَ كلَّ يومٍ
تقولُ: أينَ قافلةُ المساءِ؟
من أينَ تعبرين؟
غصّتْ دروبُ الموتِ.. حينَ سدَّها المسافرون
سُدَّت دروبُ الحزنِ.. لو وقفتِ لحظتينِ
لحظتين!
لتمسحي الجبينَ والعينين
وتحملي من دمعنا تذكار
لمن قضَوا من قبلنا.. أحبابنا المهاجرين
يا أمهُ!
لا تقلعي الدموعَ من جذورها
خلّي ببئرِ القلبِ دمعتين!
فقد يموتُ في غدٍ أبوهُ.. أو أخوهُ
أو صديقهُ أنا
خلّي لنا..
للميّتين في غدٍ لو دمعتين.. دمعتين !
5
يحكونَ في بلادنا عن صاحبي الكثيرا
حرائقُ الرصاصِ في وجناتهِ
وصدره.. ووجهه..
لا تشرحوا الأمورا !
أنا رأيتُ جرحهُ
حدَّقتُ في أبعادهِ كثيرا
"قلبي على أطفالنا"
وكلُّ أمٍّ تحضنُ السريرا !
يا أصدقاءَ الراحلِ البعيد
لا تسألوا: متى يعود؟
لا تسألوا كثيراً
بل اسألوا: متى
يستيقظُ الرجال !?
| |
|
| |
سندريلا الشاشة
ســـــــــفير يستحــق كــل الثناء والتقدير
الأبراج الصينية : المهنة : علي باب الله الهواية : الموسيقي عدد الرسائل : 4621 تاريخ التسجيل : 28/08/2007
| موضوع: رد: محمود درويش وطن في قصيدة نبذة عن الشاعر محمود درويش 13.12.07 14:20 | |
| محمد (الدرة)
مُحمَّدْ، يُعَشِّشُ في حِضن والده طائراً خائفاً
مِنْ جحيم السماء: احمني يا أبي مِنْ الطَيران إلى فوق! إنَّ جناحي
صغير على الريحِ... والضوء أسْوَدْ * * مُحمَّدْ، يريدُ الرجوعَ إلى البيت، مِنْ دون دَرَّاجة..أو قميص جديد يريدُ الذهابَ إلى المقعد المدرسيِّ... الى دَفتر الصَرْف والنَحْو: خُذني الى بَيْتنا، يا أبي، كي أُعدَّ دُرُوسي وأكملَ عمري رُوَيْداً رويداً... على شاطئ البحر، تحتَ النخيلِ ولا شيء أبْعدَ، لا شيء أبعَدْ * * مُحمَّدْ، يُواجهُ جيشاً، بلا حَجر أو شظايا كواكب، لم يَنتبه للجدار ليكتُبَ: "حُريتي لن تموت". فليستْ لَهْ، بَعدُ، حُريَّة ليدافع عنها. ولا أفُق لحمامة بابلو
بيكاسو. وما زال يُولَدُ، ما زال يُولدَ في اسم يُحمِّله لَعْنة الإسم. كمْ
مرةً سوف يُولدُ من نفسه وَلداً ناقصاً بَلداً... ناقصاً موعداً للطفولة؟
أين سيحلَمُ لو جاءهُُ الحلمُ... والأرضُ جُرْح... ومَعْبدْ؟ * *
مُحمَّدْ، يرى موتَهُ قادِماً لا محالةَ. لكنَّهُ يتذكرُ فهداً رآهُ على شاشةِ التلفزيون، فهداً قوياً يُحاصرُ ظبياً رضيعاً. وحينَ دنا مِنهُ شمَّ الحليبَ، فلم يفترِسهُ. كأنَّ الحليبَ يُروِّضُ وحشَ الفلاةِ.
اذن، سوفَ انجو - يقول الصبيُّ - ويبكي: فإنَّ حياتي هُناك مخبأة؟ في خزانةِ أمي، سأنجو... واشهدْ. * * مُحمَّدْ، ملاك؟ فقير؟ على قاب قوسينِ مِنْ بندقيةِ صيَّادِه البارِدِ الدمِ. من ساعة ترصدُ الكاميرا حركاتِ الصبي الذي يتوحَّدُ في ظلِّه وجهُهُ، كالضُحى، واضح؟ قلبُه، مثل تُفاحة، واضح؟ وأصابعُه العَشْرُ، كالشمع، واضحة؟ والندى فوق سرواله واضح؟... كان في وسع صيَّادهِ أن يُفكِّر بالأمرِ ثانيةً، ويقولَ : سـأتركُهُ ريثما يتهجَّى فلسطينهُ دون ما خطأ... سوف أتركُهُ الآن رَهْنَ ضميري وأقتلُه، في غد، عندما يتمرَّدْ! * * مُحمَّدْ، يَسُوع؟ صغير؟ ينامُ ويحلمُ في قَلْب أيقونة صُنِعتْ من نحاس ومن غُصْن زيتونة
ومن روح شعب تجدَّدْ * * مُحمَّدْ، دَم, زادَ عن حاجةِ الأنبياءِ
إلى ما يُريدون، فاصْعَدْ الى سِدرة المُنْتَهى يا مُحمَّدْ! | |
|
| |
سندريلا الشاشة
ســـــــــفير يستحــق كــل الثناء والتقدير
الأبراج الصينية : المهنة : علي باب الله الهواية : الموسيقي عدد الرسائل : 4621 تاريخ التسجيل : 28/08/2007
| موضوع: رد: محمود درويش وطن في قصيدة نبذة عن الشاعر محمود درويش 13.12.07 14:27 | |
| حــــالة حصـــار
هنا، عند مُنْحَدَرات التلال، أمام الغروب وفُوَّهَة الوقت، قُرْبَ بساتينَ مقطوعةِ الظلِ، نفعلُ ما يفعلُ السجناءُ، وما يفعل العاطلون عن العمل: نُرَبِّي الأملْ.
بلادٌ علي أُهْبَةِ الفجر. صرنا أَقلَّ ذكاءً، لأَنَّا نُحَمْلِقُ في ساعة النصر: لا لَيْلَ في ليلنا المتلألئ بالمدفعيَّة. أَعداؤنا يسهرون وأَعداؤنا يُشْعِلون لنا النورَ في حلكة الأَقبية.
هنا، بعد أَشعار أَيّوبَ لم ننتظر أَحداً...
سيمتدُّ هذا الحصارُ إلي أن نعلِّم أَعداءنا نماذجَ من شِعْرنا الجاهليّ.
أَلسماءُ رصاصيّةٌ في الضُحى بُرْتقاليَّةٌ في الليالي. وأَمَّا القلوبُ فظلَّتْ حياديَّةً مثلَ ورد السياجْ.
هنا، لا أَنا هنا، يتذكَّرُ آدَمُ صَلْصَالَهُ...
يقولُ على حافَّة الموت: لم يَبْقَ بي مَوْطِئٌ للخسارةِ: حُرٌّ أَنا قرب حريتي. وغدي في يدي. سوف أَدخُلُ عمَّا قليلٍ حياتي، وأولَدُ حُرّاً بلا أَبَوَيْن، وأختارُ لاسمي حروفاً من اللازوردْ...
في الحصار، تكونُ الحياةُ هِيَ الوقتُ بين تذكُّرِ أَوَّلها. ونسيانِ آخرِها.
هنا، عند مُرْتَفَعات الدُخان، على دَرَج البيت، لا وَقْتَ للوقت. نفعلُ ما يفعلُ الصاعدون إلى الله: ننسي الأَلمْ.
الألمْ هُوَ: أن لا تعلِّق سيِّدةُ البيت حَبْلَ الغسيل صباحاً، وأنْ تكتفي بنظافة هذا العَلَمْ.
لا صدىً هوميريٌّ لشيءٍ هنا. فالأساطيرُ تطرق أبوابنا حين نحتاجها. لا صدىً هوميريّ لشيء. هنا جنرالٌ يُنَقِّبُ عن دَوْلَةٍ نائمةْ تحت أَنقاض طُرْوَادَةَ القادمةْ
يقيسُ الجنودُ المسافةَ بين الوجود وبين العَدَمْ بمنظار دبّابةٍ...
نقيسُ المسافَةَ ما بين أَجسادنا والقذائفِ بالحاسّة السادسةْ.
أَيُّها الواقفون على العَتَبات ادخُلُوا، واشربوا معنا القهوةَ العربيَّةَ غقد تشعرون بأنكمُ بَشَرٌ مثلنا. أَيها الواقفون على عتبات البيوت! اُخرجوا من صباحاتنا، نطمئنَّ إلى أَننا بَشَرٌ مثلكُمْ!
نَجِدُ الوقتَ للتسليةْ: نلعبُ النردَ، أَو نَتَصَفّح أَخبارَنا في جرائدِ أَمسِ الجريحِ، ونقرأ زاويةَ الحظِّ: في عامِ أَلفينِ واثنينِ تبتسم الكاميرا لمواليد بُرْجِ الحصار.
كُلَّما جاءني الأمسُ، قلت له: ليس موعدُنا اليومَ، فلتبتعدْ وتعالَ غداً !
أُفكِّر، من دون جدوى: بماذا يُفَكِّر مَنْ هُوَ مثلي، هُنَاكَ على قمَّة التلّ، منذ ثلاثةِ آلافِ عامٍ، وفي هذه اللحظة العابرةْ؟ فتوجعنُي الخاطرةْ وتنتعشُ الذاكرةْ
عندما تختفي الطائراتُ تطيرُ الحماماتُ، بيضاءَ بيضاءَ، تغسِلُ خَدَّ السماء بأجنحةٍ حُرَّةٍ، تستعيدُ البهاءَ وملكيَّةَ الجوِّ واللَهْو. أَعلى وأَعلى تطيرُ الحماماتُ، بيضاءَ بيضاءَ. ليت السماءَ حقيقيّةٌ قال لي رَجَلٌ عابرٌ بين قنبلتين
الوميضُ، البصيرةُ، والبرقُ قَيْدَ التَشَابُهِ... عمَّا قليلٍ سأعرفُ إن كان هذا هو الوحيُ... أو يعرف الأصدقاءُ الحميمون أنَّ القصيدةَ مَرَّتْ، وأَوْدَتْ بشاعرها
إلي ناقدٍ: لا تُفسِّر كلامي بملعَقةِ الشايِ أَو بفخِاخ الطيور! يحاصرني في المنام كلامي كلامي الذي لم أَقُلْهُ، ويكتبني ثم يتركني باحثاً عن بقايا منامي
شَجَرُ السرو، خلف الجنود، مآذنُ تحمي السماءَ من الانحدار. وخلف سياج الحديد جنودٌ يبولون ـ تحت حراسة دبَّابة ـ والنهارُ الخريفيُّ يُكْملُ نُزْهَتَهُ الذهبيَّةَ في شارعٍ واسعٍ كالكنيسة بعد صلاة الأَحد...
نحبُّ الحياةَ غداً عندما يَصِلُ الغَدُ سوف نحبُّ الحياة كما هي، عاديّةً ماكرةْ رماديّة أَو مُلوَّنةً.. لا قيامةَ فيها ولا آخِرَةْ وإن كان لا بُدَّ من فَرَحٍ فليكن خفيفاً على القلب والخاصرةْ فلا يُلْدَغُ المُؤْمنُ المتمرِّنُ من فَرَحٍ ... مَرَّتَينْ!
قال لي كاتبٌ ساخرٌ: لو عرفتُ النهاية، منذ البدايةَ، لم يَبْقَ لي عَمَلٌ في اللٌّغَةْ
إلي قاتلٍ: لو تأمَّلْتَ وَجْهَ الضحيّةْ وفكَّرتَ، كُنْتَ تذكَّرْتَ أُمَّك في غُرْفَةِ الغازِ، كُنْتَ تحرَّرتَ من حكمة البندقيَّةْ وغيَّرتَ رأيك: ما هكذا تُسْتَعادُ الهُويَّةْ
إلى قاتلٍ آخر: لو تَرَكْتَ الجنينَ ثلاثين يوماً، إِذَاً لتغيَّرتِ الاحتمالاتُ: قد ينتهي الاحتلالُ ولا يتذكَّرُ ذاك الرضيعُ زمانَ الحصار، فيكبر طفلاً معافي، ويدرُسُ في معهدٍ واحد مع إحدى بناتكَ تارِيخَ آسيا القديمَ. وقد يقعان معاً في شِباك الغرام. وقد يُنْجبان اُبنةً (وتكونُ يهوديَّةً بالولادةِ). ماذا فَعَلْتَ إذاً ؟ صارت ابنتُكَ الآن أَرملةً، والحفيدةُ صارت يتيمةْ ؟ فماذا فَعَلْتَ بأُسرتكَ الشاردةْ وكيف أَصَبْتَ ثلاثَ حمائمَ بالطلقة الواحدةْ ؟
لم تكن هذه القافيةْ ضَرُوريَّةً، لا لضْبطِ النَغَمْ ولا لاقتصاد الأَلمْ إنها زائدةْ كذبابٍ على المائدةْ
الضبابُ ظلامٌ، ظلامٌ كثيفُ البياض تقشِّرُهُ البرتقالةُ والمرأةُ الواعدة.
الحصارُ هُوَ الانتظار هُوَ الانتظارُ على سُلَّمٍ مائلٍ وَسَطَ العاصفةْ
وَحيدونَ، نحن وحيدون حتى الثُمالةِ لولا زياراتُ قَوْسِ قُزَحْ
لنا اخوةٌ خلف هذا المدى. اخوةٌ طيّبون. يُحبُّوننا. ينظرون إلينا ويبكون. ثم يقولون في سرِّهم: ليت هذا الحصارَ هنا علنيٌّ.. ولا يكملون العبارةَ: لا تتركونا وحيدين، لا تتركونا.
خسائرُنا: من شهيدين حتى ثمانيةٍ كُلَّ يومٍ. وعَشْرَةُ جرحى. وعشرون بيتاً. وخمسون زيتونةً... بالإضافة للخَلَل البُنْيويّ الذي سيصيب القصيدةَ والمسرحيَّةَ واللوحة الناقصةْ
في الطريق المُضَاء بقنديل منفي أَرى خيمةً في مهبِّ الجهاتْ: الجنوبُ عَصِيٌّ على الريح، والشرقُ غَرْبٌ تَصوَّفَ، والغربُ هُدْنَةُ قتلي يَسُكُّون نَقْدَ السلام، وأَمَّا الشمال، الشمال البعيد فليس بجغرافيا أَو جِهَةْ إنه مَجْمَعُ الآلهةْ
قالت امرأة للسحابة: غطِّي حبيبي فإنَّ ثيابي مُبَلَّلةٌ بدَمِهْ
إذا لم تَكُنْ مَطَراً يا حبيبي فكُنْ شجراً مُشْبَعاً بالخُصُوبةِ، كُنْ شَجَرا وإنْ لم تَكُنْ شجراً يا حبيبي فكُنْ حجراً مُشْبعاً بالرُطُوبةِ، كُنْ حَجَرا وإن لم تَكُنْ حجراً يا حبيبي فكن قمراً في منام الحبيبة، كُنْ قَمرا هكذا قالت امرأةٌ لابنها في جنازته
أيَّها الساهرون ! أَلم تتعبوا من مُرَاقبةِ الضوءِ في ملحنا ومن وَهَج الوَرْدِ في جُرْحنا أَلم تتعبوا أَيُّها الساهرون ؟
واقفون هنا. قاعدون هنا. دائمون هنا. خالدون هنا. ولنا هدف واحدٌ واحدٌ واحدٌ: أن نكون. ومن بعده نحن مُخْتَلِفُونَ على كُلِّ شيء: علي صُورة العَلَم الوطنيّ (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ يا شعبيَ الحيَّ رَمْزَ الحمار البسيط). ومختلفون علي كلمات النشيد الجديد (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ أُغنيَّةً عن زواج الحمام). ومختلفون علي واجبات النساء (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخْتَرْتَ سيّدةً لرئاسة أَجهزة الأمنِ). مختلفون على النسبة المئوية، والعامّ والخاص، مختلفون على كل شيء. لنا هدف واحد: أَن نكون ... ومن بعده يجدُ الفَرْدُ مُتّسعاً لاختيار الهدفْ.
قال لي في الطريق إلى سجنه: عندما أَتحرّرُ أَعرفُ أنَّ مديحَ الوطنْ كهجاء الوطنْ مِهْنَةٌ مثل باقي المِهَنْ !
قَليلٌ من المُطْلَق الأزرقِ اللا نهائيِّ يكفي لتخفيف وَطْأَة هذا الزمانْ وتنظيف حَمأةِ هذا المكان
على الروح أَن تترجَّلْ وتمشي على قَدَمَيْها الحريريّتينِ إلى جانبي، ويداً بيد، هكذا صاحِبَيْن قديمين يقتسمانِ الرغيفَ القديم وكأسَ النبيذِ القديم لنقطع هذا الطريق معاً ثم تذهب أَيَّامُنا في اتجاهَيْنِ مُخْتَلِفَينْ: أَنا ما وراءَ الطبيعةِ. أَمَّا هِيَ فتختار أَن تجلس القرفصاء على صخرة عاليةْ
إلى شاعرٍ: كُلَّما غابَ عنك الغيابْ تورَّطتَ في عُزْلَة الآلهةْ فكن ذاتَ موضوعك التائهةْ و موضوع ذاتكَ. كُنْ حاضراً في الغيابْ
يَجِدُ الوقتَ للسُخْرِيَةْ: هاتفي لا يرنُّ ولا جَرَسُ الباب أيضاً يرنُّ فكيف تيقَّنتِ من أَنني لم أكن ههنا ! | |
|
| |
سندريلا الشاشة
ســـــــــفير يستحــق كــل الثناء والتقدير
الأبراج الصينية : المهنة : علي باب الله الهواية : الموسيقي عدد الرسائل : 4621 تاريخ التسجيل : 28/08/2007
| موضوع: رد: محمود درويش وطن في قصيدة نبذة عن الشاعر محمود درويش 13.12.07 14:28 | |
| تتمة /حــــالة حصـــار <hr style="color: rgb(255, 255, 255);" size="1"> يَجدُ الوَقْتَ للأغْنيَةْ: في انتظارِكِ، لا أستطيعُ انتظارَكِ. لا أَستطيعُ قراءةَ دوستويفسكي ولا الاستماعَ إلى أُمِّ كلثوم أَو ماريّا كالاس وغيرهما. في انتظارك تمشي العقاربُ في ساعةِ اليد نحو اليسار... إلي زَمَنٍ لا مكانَ لَهُ. في انتظارك لم أنتظرك، انتظرتُ الأزَلْ.
يَقُولُ لها: أَيّ زهرٍ تُحبِّينَهُ فتقولُ: القُرُنْفُلُ .. أَسودْ يقول: إلى أَين تمضين بي، والقرنفل أَسودْ ؟ تقول: إلى بُؤرة الضوءِ في داخلي وتقولُ: وأَبْعَدَ ... أَبْعدَ ... أَبْعَدْ
سيمتدُّ هذا الحصار إلى أَن يُحِسَّ المحاصِرُ، مثل المُحَاصَر، أَن الضَجَرْ صِفَةٌ من صفات البشرْ.
لا أُحبُّكَ، لا أكرهُكْ ـ قال مُعْتَقَلٌ للمحقّق: قلبي مليء بما ليس يَعْنيك. قلبي يفيض برائحة المَرْيَميّةِ. قلبي بريء مضيء مليء، ولا وقت في القلب للامتحان. بلى، لا أُحبُّكَ. مَنْ أَنت حتَّى أُحبَّك؟ هل أَنت بعضُ أَنايَ، وموعدُ شاي، وبُحَّة ناي، وأُغنيّةٌ كي أُحبَّك؟ لكنني أكرهُ الاعتقالَ ولا أَكرهُكْ هكذا قال مُعْتَقَلٌ للمحقّقِ: عاطفتي لا تَخُصُّكَ. عاطفتي هي ليلي الخُصُوصيُّ... ليلي الذي يتحرَّكُ بين الوسائد حُرّاً من الوزن والقافيةْ !
جَلَسْنَا بعيدينَ عن مصائرنا كطيورٍ تؤثِّثُ أَعشاشها في ثُقُوب التماثيل، أَو في المداخن، أو في الخيام التي نُصِبَتْ في طريق الأمير إلي رحلة الصَيّدْ...
على طَلَلي ينبتُ الظلُّ أَخضرَ، والذئبُ يغفو علي شَعْر شاتي ويحلُمُ مثلي، ومثلَ الملاكْ بأنَّ الحياةَ هنا ... لا هناكْ
الأساطير ترفُضُ تَعْديلَ حَبْكَتها رُبَّما مَسَّها خَلَلٌ طارئٌ ربما جَنَحَتْ سُفُنٌ نحو يابسةٍ غيرِ مأهولةٍ، فأصيبَ الخياليُّ بالواقعيِّ، ولكنها لا تغيِّرُ حبكتها. كُلَّما وَجَدَتْ واقعاً لا يُلائمها عدَّلَتْهُ بجرَّافة. فالحقيقةُ جاريةُ النصِّ، حَسْناءُ، بيضاءُ من غير سوء ...
إلي شبه مستشرق: ليكُنْ ما تَظُنُّ. لنَفْتَرِضِ الآن أَني غبيٌّ، غبيٌّ، غبيٌّ. ولا أَلعبُ الجولف. لا أَفهمُ التكنولوجيا، ولا أَستطيعُ قيادةَ طيّارةٍ! أَلهذا أَخَذْتَ حياتي لتصنَعَ منها حياتَكَ؟ لو كُنْتَ غيرَكَ، لو كنتُ غيري، لكُنَّا صديقين يعترفان بحاجتنا للغباء. أَما للغبيّ، كما لليهوديّ في تاجر البُنْدُقيَّة قلبٌ، وخبزٌ، وعينان تغرورقان؟
في الحصار، يصير الزمانُ مكاناً تحجَّرَ في أَبَدِهْ في الحصار، يصير المكانُ زماناً تخلَّف عن أَمسه وَغدِهْ
هذه الأرضُ واطئةٌ، عاليةْ أَو مُقَدَّسَةٌ، زانيةْ لا نُبالي كثيراً بسحر الصفات فقد يُصْبِحُ الفرجُ، فَرْجُ السماواتِ، جغْرافيةْ !
أَلشهيدُ يُحاصرُني كُلَّما عِشْتُ يوماً جديداً ويسألني: أَين كُنْت ؟ أَعِدْ للقواميس كُلَّ الكلام الذي كُنْتَ أَهْدَيْتَنِيه، وخفِّفْ عن النائمين طنين الصدى
الشهيدُ يُعَلِّمني: لا جماليَّ خارجَ حريتي.
الشهيدُ يُوَضِّحُ لي: لم أفتِّشْ وراء المدى عن عذارى الخلود، فإني أُحبُّ الحياةَ علي الأرض، بين الصُنَوْبرِ والتين، لكنني ما استطعتُ إليها سبيلاً، ففتَّشْتُ عنها بآخر ما أملكُ: الدمِ في جَسَدِ اللازوردْ.
الشهيدُ يُحاصِرُني: لا تَسِرْ في الجنازة إلاّ إذا كُنْتَ تعرفني. لا أُريد مجاملةً من أَحَدْ.
الشهيد يُحَذِّرُني: لا تُصَدِّقْ زغاريدهُنَّ. وصدّق أَبي حين ينظر في صورتي باكياً: كيف بدَّلْتَ أدوارنا يا بُنيّ، وسِرْتَ أَمامي. أنا أوّلاً، وأنا أوّلاً !
الشهيدُ يُحَاصرني: لم أُغيِّرْ سوى موقعي وأَثاثي الفقيرِ. وَضَعْتُ غزالاً على مخدعي، وهلالاً على إصبعي، كي أُخفِّف من وَجَعي !
سيمتدُّ هذا الحصار ليقنعنا باختيار عبوديّة لا تضرّ، ولكن بحريَّة كاملة!!.
أَن تُقَاوِم يعني: التأكُّدَ من صحّة القلب والخُصْيَتَيْن، ومن دائكَ المتأصِّلِ: داءِ الأملْ.
وفي ما تبقَّى من الفجر أَمشي إلى خارجي وفي ما تبقّى من الليل أسمع وقع الخطي داخلي.
سلامٌ على مَنْ يُشَاطرُني الانتباهَ إلي نشوة الضوءِ، ضوءِ الفراشةِ، في ليل هذا النَفَقْ.
سلامٌ على مَنْ يُقَاسمُني قَدَحي في كثافة ليلٍ يفيض من المقعدين: سلامٌ على شَبَحي.
إلي قارئ: لا تَثِقْ بالقصيدةِ ـ بنتِ الغياب. فلا هي حَدْسٌ، ولا هي فِكْرٌ، ولكنَّها حاسَّةُ الهاويةْ.
إذا مرض الحبُّ عالجتُهُ بالرياضة والسُخْريةْ وَبفصْلِ المُغنِّي عن الأغنيةْ
أَصدقائي يُعدُّون لي دائماً حفلةً للوداع، وقبراً مريحاً يُظَلِّلهُ السنديانُ وشاهدةً من رخام الزمن فأسبقهم دائماً في الجنازة: مَنْ مات.. مَنْ ؟
الحصارُ يُحَوِّلني من مُغَنٍّ الى . . . وَتَرٍ سادس في الكمانْ!
الشهيدةُ بنتُ الشهيدةِ بنتُ الشهيد وأختُ الشهيدِ وأختُ الشهيدةِ كنَّةُ أمِّ الشهيدِ حفيدةُ جدٍّ شهيد وجارةُ عمِّ الشهيد الخ ... الخ .. ولا نبأ يزعج العالَمَ المتمدِّن، فالزَمَنُ البربريُّ انتهى. والضحيَّةُ مجهولَةُ الاسم، عاديّةٌ، والضحيَّةُ ـ مثل الحقيقة ـ نسبيَّةٌ الخ ... الخ ف
هدوءاً، هدوءاً، فإن الجنود يريدون في هذه الساعة الاستماع إلي الأغنيات التي استمع الشهداءُ إليها، وظلَّت كرائحة البُنّ في دمهم، طازجة.
هدنة، هدنة لاختبار التعاليم: هل تصلُحُ الطائراتُ محاريثَ ؟ قلنا لهم: هدنة، هدنة لامتحان النوايا، فقد يتسرَّبُ شيءٌ من السِلْم للنفس. عندئذٍ نتباري على حُبِّ أشيائنا بوسائلَ شعريّةٍ. فأجابوا: ألا تعلمون بأن السلام مع النَفْس يفتح أبوابَ قلعتنا لِمقَامِ الحجاز أو النَهَوَنْد ؟ فقلنا: وماذا ؟ ... وَبعْد ؟
الكتابةُ جَرْوٌ صغيرٌ يَعَضُّ العَدَمْ الكتابةُ تجرَحُ من دون دَمْ..
فناجينُ قهوتنا. والعصافيرُ والشَجَرُ الأخضرُ الأزرقُ الظلِّ. والشمسُ تقفز من حائط نحو آخرَ مثل الغزالة. والماءُ في السُحُب اللانهائية الشكل في ما تبقَّي لنا من سماء. وأشياءُ أخرى مؤجَّلَةُ الذكريات تدلُّ على أن هذا الصباح قويّ بهيّ، وأَنَّا ضيوف على الأبديّةْ. | |
|
| |
سندريلا الشاشة
ســـــــــفير يستحــق كــل الثناء والتقدير
الأبراج الصينية : المهنة : علي باب الله الهواية : الموسيقي عدد الرسائل : 4621 تاريخ التسجيل : 28/08/2007
| موضوع: رد: محمود درويش وطن في قصيدة نبذة عن الشاعر محمود درويش 13.12.07 14:29 | |
| السجن _________________________________________________
تغير عنوان بيتي
وموعد أكلي
ومقدار تبغي تغير
ولون ثيابي ووجهي وشكلي
وحتى القمر
عزيز علي هنا
صار أحلى وأكبر
ورائحة الأرض : عطر
وطعم الطبيعة : سكر
كأني على سطح بيتي القديم
ونجم جديد
بعيني تسمر | |
|
| |
الطائر الحزين
ســــــــــــــفير فــــــــاق كـل توقــــــع
الأبراج الصينية : المهنة : لـربما هنـــا أوهنـــاك الهواية : العبث بما عافي عليه الزمان عدد الرسائل : 5848 تاريخ التسجيل : 13/08/2007
| موضوع: رد: محمود درويش وطن في قصيدة نبذة عن الشاعر محمود درويش 16.12.07 9:26 | |
| | |
|
| |
فارس الفرسان
ســــــــــفير مبــــــــــــدع ومتميــــــز
الأبراج الصينية : عدد الرسائل : 2370 تاريخ التسجيل : 16/08/2007
| موضوع: رد: محمود درويش وطن في قصيدة نبذة عن الشاعر محمود درويش 18.12.07 4:44 | |
| | |
|
| |
فارس الادغال
ســـــــــــفير أثبت وجــــــــوده
الأبراج الصينية : عدد الرسائل : 823 تاريخ التسجيل : 27/08/2007
| موضوع: رد: محمود درويش وطن في قصيدة نبذة عن الشاعر محمود درويش 18.12.07 6:09 | |
| | |
|
| |
فارس الفرسان
ســــــــــفير مبــــــــــــدع ومتميــــــز
الأبراج الصينية : عدد الرسائل : 2370 تاريخ التسجيل : 16/08/2007
| موضوع: رد: محمود درويش وطن في قصيدة نبذة عن الشاعر محمود درويش 25.12.07 5:10 | |
| مشكووووووووووووووووووووووووووووووووور
احبائي اعضاء الملتقى
ومشكوووووووووووووووووووووووور | |
|
| |
سفيرالسلام
مــــــدير عــــــام الموقــــــع
الأبراج الصينية : المهنة : مدير الموقع الهواية : الادب والشعر والانترنت عدد الرسائل : 10564 تاريخ التسجيل : 12/08/2007
| |
| |
سندريلا الشاشة
ســـــــــفير يستحــق كــل الثناء والتقدير
الأبراج الصينية : المهنة : علي باب الله الهواية : الموسيقي عدد الرسائل : 4621 تاريخ التسجيل : 28/08/2007
| موضوع: رد: محمود درويش وطن في قصيدة نبذة عن الشاعر محمود درويش 07.03.08 18:23 | |
| | |
|
| |
ابوهاني
ســـــــــــــــــفير مبـــــــــــــــــدع
الأبراج الصينية : المهنة : علي باب الله الهواية : انسان صادق صدوق عدد الرسائل : 1525 تاريخ التسجيل : 17/08/2007
| موضوع: رد: محمود درويش وطن في قصيدة نبذة عن الشاعر محمود درويش 19.11.08 12:26 | |
| | |
|
| |
| محمود درويش وطن في قصيدة نبذة عن الشاعر محمود درويش | |
|