الطائر الحزين
ســــــــــــــفير فــــــــاق كـل توقــــــع
الأبراج الصينية : المهنة : لـربما هنـــا أوهنـــاك الهواية : العبث بما عافي عليه الزمان عدد الرسائل : 5848 تاريخ التسجيل : 13/08/2007
| موضوع: ..!..!..عيشـى معـى هـذه اللحظـات..!..!.. 26.07.09 18:53 | |
| ..!..!..عيشـى معـى هـذه اللحظـات..!..!..
لحظاتٌ أعيشها الآن ، و أردتُ أن أنقلها إليكن ، لعلكنَّ
تُعايشننى إيَّاها ..
الساعة الآن العاشـرة و عشـر دقائق مساءًا
و الكهرباءُ منقطعةٌ فى بيتنا ..
تخيلن معى هذه اللحظات التى قد تحدث كثيرًا ،، خاصةً
فى فصل الصيف .
حولى ظلامٌ لا أرى فيه إلا أشياءَ قليلة ،
منها الورقة التى أكتبُ فيها هذه الكلمات
على ضوء كَشَّافٍ صغير
و فى هذا الظلام ... تتوقعين ماذا أتذكـر ؟!!
×××× إنه أمـرٌ واحـد ××××
هـــو :
×××××× القـبر ××××××
نعـم ... هـذا الظلام يُذَكِّرنى بـ ظُلمـة القـبر ..
مـع الفروق .
فأنا الآن مع أهلى ،، لكنى فى القبر سأكونُ وحـدى .
لا أنيس و لا رفيق ، لا أخ و لا صديق ، لا صاحب و لا
ولد .
سأعيشُ فى ظلامٍ لا تضيئه المصابيح ،،،
سأعيشُ فى قبرٍ لا تدخله الشمس ..
فكيف سيكونُ حالى ..؟!
إنها لحظاتٌ صعبة ..!
فقارنى - أختى - بين ظلامٍ فى الدنيا قد لا تحبيه و لا
ترغبين فيه ،،و بين ظلامٍ فى القبر لا تتحكمين فيه ، و لا
تنتظرين شمسًا تُشرقُ عليكِ فتُضئ المكان و تُذهب الظلام .
الآن - و مـع انقطاع الكهرباء - أجدُ الجَو شديد
الحرارة ، لا مراوح و لا مُكيفات فأتذكر تلك اللحظات التى تدنو فيها
الشمسُ من الرؤوس ... حين تقومُ الساعة ... حين
يملؤنا العرق ... نسألُ اللهَ السلامة .
أيهما أشـد ..؟!
لا شك أنَّ حَـرَّ الآخرة أشـد بكثير من حَـرِّ الدنيا .
و مع إحساسى بهذا الحر الشديد أتذكرُ أيضًا النار .. فإنَّ
حَرَّها شديد ، و قعرها بعيد ، و مقامعها حديد ....
نسألُ اللهَ العافية .
الآن - و مع انقطاع الكهرباء - أريد أن أشرب ماءًا باردًا لكنْ مِن أين لى به ؟
فالماءُ بالثلاجة قد أصبح حارًا ،،،، و هنا أيضًا أتذكر يومَ القيامة بحَرِّه الشديد ، و لا ماء ... اللهم سَلِّم سَلِّم .
الآن - و مع انقطاع الكهرباء - و اتصالنا بمصلحة
الكهرباء أكثرَ من مَرَّة لإصلاح العُطل الموجود ، و لا نجدُ
استجابة ، أتذكرُ دعوة رَبِّنا سبحانه و تعالى لنا بالتوبة :
(( يَا أَيُّا الَّذِينَ آمَنوا تُوبوا إلى اللهِ تَوبةً نَصوحًا )) ،،
و وعده سبحانه لنا بتكفير السيئات و دخول الجنات :
(( عَسَى رَبُّكُم أن يُكَفِّرَ عَنكُم سَيئاتِكُم وَ يُدخِلَكُم
جَنَّاتٍ تَجرى مِن تَحتِها الأنهارُ ))
[التحريم : 8] ..
و أقارن بين الحالين : بين مخلوقٍ تطلب منه خِدمةً يُقدِّمُها
لك ، فيُعرِض عنك ،و يتجاهل طلبك ،، و بين خالقٍ
رؤوفٍ رحيم ، يدعوكِ إليه ، و يعدكِ بالثواب
و مغفرة الذنوب باستجابتك .
فـ مَن تختارين ..؟!
ما زِلتُ أكتبُ هذه الكلمات ،، و ما زالت الكهرباء
منقطعة ...
ماذا لو جاءنى مَلَكُ الموتِ الآن ...؟!
هل سأفرحُ بذلك ..؟! أم سأحزن ..؟!
و هل سيقبض رُوحى على طاعة ..؟! أم سيقبضها على
معصية ..؟!
هل سيحزن أهلى لموتى ..؟! أم أنَّ الأمرَ سيكونُ عاديَّاً
بالنسبة لهم ..؟!
أيامٌ و سينسونى ...!
هل سأجدُ مَن يترحَّمُ عَلَىَّ و يدعوا لى بالمغفرة و دخول
الجنة ..؟!
بل هل سأجدُ مَن يتذكرنى بعد موتى ..؟!
و هل سيتذكرونى بالخير أم بالشر ..؟!
هل سيدعون لى ..؟! أم سيدعون عَلَىَّ ..؟!
هل سيكونُ هناك مَن يفتقدنى بعد موتى ..؟!
لعل كل مَن يعرفنى سينسانى بعد موتى ،، و كأنِّى لم أكن
بينهم ..
ما زالت الكهرباءُ مُنقطعة ،، و أنا أشعرُ بضيقٍ بداخلى مع
وجود هذا الظلام حولى .. أنتظرُ طلوعَ الصبح لأرى
ضوءَ الشمس يُنيرُ الكون ...
و ما زالت الأفكارُ تترى ...
ماذا لو جاء الصبحُ و لم تطلع الشمسُ ..؟!
ماذا لو أصبحتُ و وجدتُ الشمسَ قد طلعت من
مغربها ..؟!
يا إلهى .....!!!
إنها علامةٌ من علامات الساعة ،، التى إذا ظهرت لا تنفعُ
التوبة و لا تُقبَل ..
رُحماكَ يا رَبِّ ...!
فتوبى يا نفسى ... توبى قبل فوات الأوان ،، و اعصى
الهوى
و الشيطان ،، و اجعلى هدفكِ أعالى الجِنان .
:: :: :: :: ::
الآن : الساعة الحادية عشرة و الربع مساءًا ...
و قد عادت الكهرباء بعد انقطاعٍ دام ساعات ... و قد
أُضِيئَت المصابيح بعد ظلام ... و عملت المراوح فجاءت بالهواء بعد حَرٍّ شديد ..
الآن ... و قد تغير الحال ،،،، هل تغير معه إحساسى ..؟!
بالتأكيـد ... نعـم ...
و الأسئـلة التى تشغلنى الآن هى :
هل نحن بحاجةٍ إلى أن نعيش لحظات ألمٍ و تعبٍ و معاناة كى نتقرب إلى الله سبحانه و تعالى ..؟!
هل إيماننا ضعيفٌ لدرجة أننا لا نتأثر إلا بالمواقف الصعبة ،، و لا تؤثر فينا المواقف السريعة و العابرة ..؟!
هل تذكُّرُنا للموت قد يُنَغِّصُ علينا حياتنا ..؟!
أقـول :
نحن بحاجةٍ لأشياء كثيرة فى حياتنا ،، منها ما هو مادىٌّ ،
و منها ما هو معنوىٌّ .
لكنْ :
مع احتياجنا لهذه الأشياء ينبغى الاعتدال فيها ،،
فخير الأمور الوسط ،، و نحن الأمة الوسط .
فنقصان الشئ أو زيادته قد يؤدى إلى غير المقصود منه ،
و قد تكون له نتائج سيئة .
فتذكرنا للموت مثلاً ينبغى ألا يسيطر على حياتنا ،، لأننا لو تذكرناه فى كل لحظة لتوقفت حياتنا ، و لانقطعت عباداتنا ، و لَمَا استطعنا السير على أقدامنا ..
كما أننا لو لم نتذكره لعشنا فى الدنيا نلهو و نلعب ، و
نعصى و نُذنب ، و لا نجد لنا رادعًا و لا
واعظًا ......
و كفى بالموت واعظًا ...!
فنتذكره ... لكنْ ليس فى كل لحظة ، و ليس فى كل
وقت ،
و ليس فى كل مناسبة ..
و هكذا مع باقى الأمور فى حياتنا .
كانت هذه لحظاتٍ عشتها ...... و إليكنَّ نقلتها ....
فأسألُ اللهَ سبحانه و تعالى أن يقينا عذابه ،، و أن يُدخلنا جناته . | |
|
سفيرالسلام
مــــــدير عــــــام الموقــــــع
الأبراج الصينية : المهنة : مدير الموقع الهواية : الادب والشعر والانترنت عدد الرسائل : 10564 تاريخ التسجيل : 12/08/2007
| موضوع: رد: ..!..!..عيشـى معـى هـذه اللحظـات..!..!.. 27.07.09 18:37 | |
| بارك الله فيكم وجزاكم كل خير ونفع بكم واعزكم بالاسلام موضوع جيد | |
|
الطائر الحزين
ســــــــــــــفير فــــــــاق كـل توقــــــع
الأبراج الصينية : المهنة : لـربما هنـــا أوهنـــاك الهواية : العبث بما عافي عليه الزمان عدد الرسائل : 5848 تاريخ التسجيل : 13/08/2007
| موضوع: رد: ..!..!..عيشـى معـى هـذه اللحظـات..!..!.. 27.07.09 20:02 | |
| - سفيرالسلام كتب:
بارك الله فيكم وجزاكم كل خير ونفع بكم واعزكم بالاسلام موضوع جيد يسلموو ع مرورك العطر
| |
|