يصادف اليوم الرابع عشر من شباط / فبراير 'عيد الحب' العالمي يحتفل به
جميع العشاق حول العالم، ويوحدون لون لباسهم إلى الأحمر، كما ويتبادلون
الورود الحمراء والهدايا المختلفة ويجددون حبهم للطرف الآخر.
ولكن هناك في رام الله، لم تكن الصورة التي نشاهدها على التلفاز دارجة على
أرض الواقع من توحيد لون الملابس التي يرتديها المواطنين بالأحمر، وكذلك
الورود، فغالبية الناس كانوا يرتدون لباسا عاديا وغير لافت والمعظم توشح
بالأسود بدلا من الأحمر كما كان حال الشاب الجامعي مراد الذي قال 'اليوم
في 'عيد الحب' نترحم على شهداء المجازر الإسرائيلية الذين سقطوا في
العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة ونجدد لهم وفاءنا وحبنا.
وأضاف 'من المحزن أن نرى اليوم أناسا يتبادلون الورد الأحمر وبالأمس
القريب كنا نرى الدماء الحمراء الطاهرة التي تنزف من أجسام الشهداء
والجرحى لتروي أرض فلسطين وغزة، أثناء دفاعهم عن وطنهم الطاهر.
لم يكن للمرأة الفلسطينية العاملة في رام الله الاهتمام الكبير بهذا
اليوم، ومن بينهن بريهام التي أظهرت عدم اهتمامها به وقالت 'يوم كسائر
أيام العام، وأنا لا أفضل اختصار الحب بيوم واحد فقط، كما أن الحب لا
يقتصر فقط على إهداء الوردة الحمراء للحبيب أو الحبيبة، وإنما للأم والأب،
فهم من يستحقون منا كل الحب'.
ولم يختلف الشاب أحمد برأيه كثيرا عن بريهام، فالحب كما قال إحساس جميل
جدا وأنا أستمتع به بشكل كبير ولكن ليس هو ذلك الحب المصطنع الذي يباع
ويشترى، إنما حب الوطن والأرض حب الأم والأب وحب الدفاع عن الأرض، وأيضا
حب الزوجة.
وبالرغم من انهماك أصحاب محال بيع الورود بالتحضير 'للعيد' بإحضار أجمل
الورود الحمراء، إلا أن الاستياء بدا واضحا عليهم واجتمعت آرائهم بأن هذا
العام هو الأسوأ عليهم منذ سنوات.
وقال أحد أصحاب هذه المحال، إن الأوضاع هذا العام أتت مغايرة
لسابقاتها فلم ينتهي العدوان الإٍسرائيلي على أهلنا في لقطاع بعد والناس
مازالوا متأثرين بما رأوه بالتلفاز.
ورأى أحد باعة الورود المتجولين أن الوضع الاقتصادي أثر بشكل كبير على
باعة الورود، فلا يوجد نقود كثيرة بيد الناس وخاصة فئة الموظفين الذين لم
يحصلوا على رواتبهم لهذا الشهر بعد وتسائل كيف لهم بشراء الورد أو أي شيء
آخر؟.
'رأيت في التلفاز يوم أمس تحضيرات في العديد من دول العالم استعدادا
للاحتفال 'بعيد الحب' لكن إحنا أهم شيء أن يتأكد الفرد منا إذا ما كان
يستطيع تأمين قوته وقوت أهله'، هذا ما قالته أم سمير من إحدى قرى مدينة
رام الله.
أما المواطن أبو يوسف فقال: 'أتركوا الناس تعيش وتفرح مثل باقي العالم،
بكفينا موت وتعذيب، يوم واحد في العمر على الأقل نفرح فيه، وأضاف مع أن
الفرحة مش مكتملة من دون أولادنا في السجون الإسرائيلية.