أغانينا الحزينة ؛
تلبس ثوب الحداد ،
أسود كالفحم أو أغمق ..
و تعتزم الرحيـل من المسجلـــة لأرواحنـا ..
متعبـــة هي ؛
تتزين بعقد من دموع عيوننـا ،
ورودهـــا ؛
بلون منديل الوداع ..
نلوح بـه للمنسين ،
كلماتهـا ؛
نزف القلوب ،
حروفهـا خيالات مريضـــة ..
تحفر بقلم رصاص في العمق ،
ويتخلل اللحن زخـارف ؛
لصور الغائبين خلف جرح الزمان ..
***
معالم اللحن الغريب تكبر ،
حين يزدحم المدى بذكراهـــم ..
فتهمس الأغاني لنـــا ،
بحروف أسمائهم ..
المعلقـــة تحت صورهـم في كتب الظلال ،
تطمس الصور ،
ولا يبقـــى سوى صدى
المنسي من إعترافاتهم ..!
و بعض بوح قديـم تساقطت اوراقـــه ،
كما خريف يمـر
يرحـل بعد أن يبعثـر تفاصيـل المكان ..
و يسرق بعض الوقت منـــا و يسرقنـــا ..!
***
نحاور لحن عصافير الأمس ،
فترفض وجودنـــا ..
ويرفضنـا اللحن صمتـاً ..
فنمضي غربـــاء من أغانينـا ،
و وجودنـا ليس إلا أحداث منسيـة و فراغ ..
يتفاوت اللحن في دنيانـــا ،
فيومـاً نراه ميتـاً نبكي عليـــه ..
يبكينـــا لحن الختـــام ..!
ونسكن فيـــه ،
و تيه الحـــاضر يعتصر اللحن ،
منـا ليصنع لأغانينـا دفاتـــر بلون المساء ..!
***
نبحـــر وسط لحن إجتـاز السمـاء ..
ونغرق بدموعنـــا ،
يكتبنـا اللحن الحزين بماء دموعنـا و قلوبنـا ..
عناوين ضائعـة ،
يتخلل ساعات غفوتنـا عن الفرح ،
أحلام ..
وترانيم مطـر ،
و أضغاث واقـع ..
تذيب اللحن حينـاً ،
و حينـاً يذيبنـا اللحن ..
وتبقى أغانينـــا الحزينـــة لنـــا زينـــة ؛
تنسج في الليل لنـــا غطاء من صمت البشر ،
لنغطـي به وجوهنـا ..
و الإبتسامـة الميتـة ..!
***
نستمـــع ولا ندري من نحن ..؟
فنبكـي ضياعنـا و المـاضي الدي نحملـه بين أيدينـا ..
ولا ندري من نكون ..
و الكون يلتحفـــه السكون و نداءات صارخـــة ،
من بعيد بعيد .. خلف جبـال الهم ،
و مـا إستحضار الأمـس إلا وجع ودمع و شمع ..
ينسكب على القلب ؛
ليحرق مـا تبقـى من القلب الغريق بدموع ..
جمدتـه أو أحرقتـــه أو أدابتـــه ..
لا فرق ،
لأنه لا يزال يتنفس ؛
من إنكسارات الحياة مـا يجعلـه يكبـر بنضج ..!
ويغني معنـا أغانينـا ..
***
نمضي و الدرب لافتـات لعناوين أغانينـا الحزينـــة ؛
وفي كـل الإتجاهات ..
نرى العصافيـر تسقـط كزهـر اللوز ،
و تنـام في الزهـر الصاحي ولا تصحو ..!
إلا ؛
عندمـا تتجدد الأغنيات و التنهدات ..
فنبكي على السكات ،
و اللحن المكبوت ما بين أهاتنـا ..
و جروحنـا ترتوي و الزهر يكبـر و العصافيـر ..
و اللحن الحزين ،
يكبـر ويكبـر ..
و يمتـــد ليغلف الأرض و السمـاء ..!
و الحجر يغنينــــا بألـــم ،
***
نكتب أغانينـا على دفاترنـا الممتلئـــة بجروحنـــا ،
على جباهنـا الشاحبـــة .. طبعت ،
إثر نومنـا على حلم بين المستحيـل و المعقول ..
إختنق ..!
وعلى حدود الزمـان الباهتـــه من شكوانـــا ،
و وجـــه القمر النائم الحـــالم ؛
برؤيـــة فرحتنــــا الضائعـــة ..!