"ثمة حكمة لا تبلغها إلاّ في عزّ وحدتك وغربتـــك عندما تبلغ عمراً طاعناً في الخسارة تلزمك خسارات كبيرة لتدرك قيمة مابقي في حوزتك، لتهون عليك الفجائع الصغيرة. عندها تدرك أنَ السعادة اتقان فن الإختزال "
يومها دقة الأجراس برفقة أول سمفونية محتفية بعربة من الذكريات تجرها ثمانية خيول بلون الليل القديم معلنة عن عمر كامل من الذكريات وعن علبة ثقاب ومؤامرة جاهزه لإشعال سيجارة وفتيل باروده ذكريات!
أول أيام الشتاءْ يهمس لساعة الحائط المعلقه أن الدقائق كلها صارت ملك الليل ومن الواجب أن يعم الهدوء من أجل ان نعود الى ابعد اعماقنا لنحصي به فجائعنا في انتظار اخرى جديدة، لندرك جيداً ان الدموع ليست قربانًاً لائقاً لأيٍ منا حتى يوم نرحل! فثمت اشياء أكبر منا يجب أن نتعلم كيف نعيد تفصيل أنفسنا حتى تصبح من مقاسنا مثل أن نتعلم أن الصمت أذكى من الصراخ وأن أجمل لحظات الدفىء التي تمر بنا هي عبر اقسى شتاء نواجه!
يوم ندرك أن الذكريات لا ترتبط بتلك الأشياء الصغيرة التي تسكن أدراجنا و علبنا السرية
بل هي تلك اللحظات التي لا تعترف بخصوصية أسرارنا لتفضحنا عيوننا بها كذاكرة العطر أو كذكرى بعيدة يحملها عبر نافذتك ضوء خافت قادم من البعيد يوشك على الاختناق لولا انه عبر أعماقك اولاً.
ولد التاريخ يوم ولدنا وسيموت يوم نموت وكم هو سخيف أن نشكو من الوحدة وأن نطلب المشاركة مع تاريخ سوف يموت مع غيرنا فثمت حقائق بسيطه حين ندركها سوف نقلم بها أظافر الحياة لنتفرج بعدها على خربشات الحياة كيف تكون! لتتحول بعدها غرفنا المظلمه من تاريخ يرعب حواسنا الى قاعة اجتماع سرية تتصالح فيها ذواتنا لنقدر بها بعد ذلك موقع اقدامنا بدل أن نبكي السماء لأننا نرغب في أن نصبح نجوماً حتى لو فرطنا في الأرض من دون أن نعلم أن النظر من الأعلى يأتي دائماً مقلوباً!
سواء عادة فلسفة الشتاء ام رحلت قد تدعوك الحياة دائماً لمشاركتها قدحاً من الدموع وليكن عزائك يومها أن الحياة مازالت تطلب مشاركتك..!
غريب...علبة الثقاب هي من نفذة هذه المره, حتى الإشتعال يموت