مساء الجمعة الماضية ,كانت احدى صالات الافراح تزدحم بالمدعوين من اهل العريسين , ولا شيء يشي بأن الحفل سيتحول الى طلاق وليس الى زفاف.
صعق المدعون وهم يشاهدون انهيار الزواج داخل الصالة والعريس يقف امام المدعوين تحزبا لجماعته ويعلن طلاقه على الملأ امام الحضور ولاسباب»تافهة» كما وصفها احد الحاضرين.
العريس»فيصل» تقدم لخطبة العروس منذ ثلاث سنوات وجرت كل الترتيبات للاحتفال بالزفاف في الصالة الا ان خلافا حول اغنية كانت مثار اهل العريس الذين طلبوا اغاني اسلامية او أغاني بديلة غير تلك التي طلبها اهل العروس وهي الاغاني القصيرة التي كانت تصدح في الصالة مما ادى الى تعنت الطرفين وتحديدا النساء والفتيات.
هذا الخلاف البسيط ولد مشاحنة صغيرة لتتحول الى عناد وطلب لا بديل عنه مما ازم المشكلة فدخل الطرفان في تبادل للاتهامات وليقوم احد اهالي العروس وبالتشاجر مع اهل العريس وأدى ذلك الى فوضى وانتهاء الزفاف بالطلاق.
والد العريس قال» ان العناد والمسبات والشتائم التي صدرت من الطرفين وتطوع أقرباء للطرفين بنقل الكلام السام للطرفين بالمجان دفع للطلاق بعد ان تكلف الزفاف أكثر من 3000 دينار.
عرس اخر في صالة بمنطقة الرصيفة ونتيجة لخلاف في الصالة على كمية الذهب المقررة للعروس والتي كانت احدى القطع مفقودة منها حيث كان العريس يقوم «بتلبيس» العروس ما دفع والدة العروس بالاستفسار عن القطعة المفقودة ودخول الطرفين في تبادل للاتهامات امام الحضور.
هذا التبادل دفع أهل العروس الى سحب ابنتهم من الصالة نتيجة الصراخ والمسبات والشتائم التي انطلقت من والدة العروس بحق والدة العريس ولم يكن الحضور من الرجال على علم بما يجري في صالة النساء حيث كانت الأمور قد وصلت إلى شوط متقدم من المشكلة كان من الصعب فكها بعد المشاجرة التي أنهت العرس بالطلاق.
الطرفان تفرقا وسط تهديد ووعيد بالطلاق والمسبات التي كانت تشتم اليوم الذي جمع الطرفين أما العروس»سعاد» فدخلت في صدمة بعد انهيار العرس التي كانت تبني عليه مستقبلها ومغادرة العزوبية والعثور على عريس»لقطة» بعد أن انتظرت سنوات وهي تنتظر يوم سعدها الذي تحول الى يوم اسود حرمها من عريس وقلب فرحتها إلى حزن.
وبعد انتهاء المشاجرة واتخاذ قرار قطعي بالطلاق اتصل في اليوم التالي مدير الصالة التي أقيم فيها العرس مع والد العريس بأنه عثر على قطعة الذهب المفقودة إلا انه قرر السير بالطلاق بعد تطور الوضع إلى ما وصلت اليه .
احمد سليم صاحب صالة في العاصمة قال أن 10% من مجموع الاعراس التي تجري في الصالات تحدث فيها مشاكل وقد يتنهي البعض فيها للطلاق لأسباب عديدة وغالبيتها «تافهه».
واضاف ان المشاجرات والمشاحنات تتولد من خلال مشاجرة بين اطفال واخرى نشبت بسبب نوعية «الكاتوه» المقدمة واخرى لضيق الصالة واخرى اثناء الرقص واخرى تندلع بين الرجال واخرى يقوم بها شخص كان يرغب بزواج العروس سابقا وكان قد تقدم لها الا انه رفض حيث وقعت هذه الواقعة قبل عدة سنوات وقاموا بتكسير الكراسي واختلاق المشاكل مما استدعى الاستعانة برجال الامن العام لفض مثل هذه المشاجرات.
وبين ان غالبية المشاجرات التي تحدث هي اثناء الاختلاط بين الرجال والنساء مما يدفع العديد من الشباب والشابات التي تصيبهم الغيرة باختلاق مشكلات كبيرة قد تؤدي لفض العرس والوصول للطلاق في نهاية المطاف.
الشيخ على سلامة امام جامع ومصلح اجتماعي قال أن غالبية حالات الطلاق تحدث وتجري لاسباب لا علاقة للعريس والعروس فيها حيث يحتد أهل العريس والعروس على اسباب صغيرة وغير منطقية ومن ثم يحدث الطلاق.
واضاف أن ابتعاد الناس عن الاخلاق والدين قد دفعت العديد من المواطنين لركوب العصبية واختلاق المشاكل لاتفه الاسباب وهذا يأتي لغياب المحبة الحقيقية والتفاهم قبل العرس ولوجود احتقانات لم يكشف عنها في السابق حيث تتحول الى مرتع حقيقي للفتن والحسد ونقل الكلام وتهويله وتكبيره مما يخلق مشكلة يصعب حلها الا في وجود مصلحين واناس يمكن الارتكان عليهم في تخطي مثل هذه المشاكل وعدم الالتفات اليها.
وكشفت دراسة حديثة ان أهم أسباب الطلاق قبل الدخول أو سنة أولى زواج من وجهة نظر المطلقات هو سوء تدخل الأهل .
الدراسة التي اجرتها جمعية العفاف بعنوان الطلاق قبل الدخول وفي السنة الاولى من الزواج (الاسباب والاثار النفسية والاجتماعية حيث بلغ حجم العينة 100 سيدة مطلقة( 50 )منهن حالة طلاق قبل الدخول و(50) حالة طلاق في السنة الأولى من الزواج .
وبينت الدراسة ان نسبة 42 % من المطلقات كانت وجهة نظرهن ان الطلاق بسبب سوء الاختيار يليه تدخل الأهل بنسبة 30 % ثم عدم تحمل المسؤولية بنسبة 29 %.
واحتل ما نسبته 18 % من وجهة نظر المطلقات تبعية الزوج لوالدته او احد افراد اسرته وعدم التواصل اللفظي والفكري بنسبة 16 % بينما كانت الأسباب المؤدية الى الطلاق بشكل عام الزواج الثاني وانشغال الزوج عن أسرته بنسبة 2 % يليهما الزواج لمصلحة مادية بنسبة 3 % ثم شك الزوج والشذوذ الجنسي والخيانة بنسبة 3 % .
ونوهت الدراسة الى ان اسباب الطلاق من وجهة نظر المطلقات قبل الدخول تعود الى عدم الوضوح والصدق وعدم كشف الذات بينما كانت اقل الأسباب المؤدية الى الطلاق قبل الدخول عائدة الى تعاطي الكحول او المخدرات وفرق العمر وصغر السن والإساءة الجسدية بنسبة 4 % يليها أحلام البنات الرومانسية بنسبة 8 % .
و كشفت إحصائية حديثة للمحاكم الشرعية بالأردن عن وقوع 776 حالة طلاق منذ بداية العام الحالي وذلك من بين 14 ألف حالة زواج تمت منذ بداية العام.
وتشير أرقام رسمية إلي ارتفاع حالات الطلاق في الأردن وتذكر الإحصائية أنه خلال العام الماضي 2007 ومن بين 65 ألف حالة زواج تم تسجيل 3105 حالات طلاق معظمها وقع في المدن الكبرى وتحديداً العاصمة عمان