<HR style="COLOR: #80a4bc" SIZE=1>
في عيدنا كَثُرتْ هدايا المئذنة
في كلِّ عيدٍ ألفُ موتٍ ههنا
في أرضنا لا عيدَ إلا للذي
فقدَ البصيرةَ أو تناسى المدفنَ
فبلادُنا تبكي على أطفالها
وديارُنا تشكو إلى اللهِ الونى
وزهورُنا لا عطرَ فيها أو ندى
نبكي على دمْعاتِنا طولَ السنة
فلمَ التناسي؟ قد أضعتمْ حقَّكمْ
عيشوا البكاءَ فأنتمْ أبناءُ الخنا
في كلِّ عيدٍ ألفُ قربانٍ إلى
أربابِ شرٍّ يُعبدونَ بأرضنا
في كلِّ يومٍ ألفُ عيدٍ للذي
أسرَ الديارَ كحافظٍ لحقوقنا
أطفالنا وكمْ احتسَوا منْ ذلِّكم
أوطاننا كيفَ اختفتْ بعدَ الغنى؟
إنْ ماتَ منَّا الموتُ تلكَ مصيبةٌ
فالموتُ قد يمحو منَ الدنيا الخنا
كلٌّ يموتُ ولا منيَّةَ تنفعُ
إذلالُنا بعدَ الوفاةِ يُرى بنا
أعيادُنا مثلَ العزاءِ بشجوِها
مثلَ النواحِ تصيرُ أصواتُ الغنا
ومدافعٌ أمستْ تغنِّي أغنياتِ
الجرحِ ، والألحانُ أضحتْ محزنة
أرجوحةُ الأولادِ أمستْ صَيِّراً
عيديَّةُ الأطفالِ قنبلةٌ هنا
* * *
أينَ السرورُ؟ متى أضعنا ذكرهُ؟
أوَ لم يكنْ تاريخُنا مجداً لنا؟
أوَ لم نكنْ ساداتِ مجدٍ عارمٍ
كالسيلِ يجرفُ حزنَنا في الأزمنة؟
أوَ ليسَ كلُّ العرْب كانوا قادةً
للفرْحِ مذْ وُجدَ الرجالُ بأرضنا؟
يا سادةَ الأعرابِ في كلِّ الربى
يا أخوةَ الإنسانِ عادوا الأمكنة
كلُّ الأماكنِ تشتكيهِ شتاتَكمْ
والأرضُ تبكي من ظلامِ الأدخنة
والدينُ يفنى في قلوبٍ لا تعي
إلا شجونَ الكفرِ ، والكفرُ اغتنى
والكلُّ يسعدُ حينَ يبدو بشرُكمْ
لكنَّ ظهرَ العالمينَ قدِ انحنى
ليكونَ جسراً للطغاةِ وشرِّهم
جسراً لأحزانٍ تُضلُّ المؤمنَ
* * *
يا أيُّها الإنسانُ قاومْ حزنكَ
وامحُ عن الوجناتِ آثار الضنى
قمْ صِدْ طيورَ الشؤمِ إنْ مرَّتْ بكَ
وامسحْ جراحاتِ السنينِ عن الجنى
قمْ ثمَّ قاومْ كلَّ شجوِ بلادكَ
أفرحْ طفولةَ حسرةٍ في مِصرنا
واجعلْ غناءكَ معقلاً للفرحةِ
ومسرَّةً لتكنْ دموعُ الميجنا